كم مرضت صبوتي فجاءت
كم مرضَتْ صبوتي فجاءَتْ
جزيرةُ النّيلِ بالشِّفاءِ
في ليلةٍ ما يزالُ فيها
ريٌّ لأكبادِنا الظِّماءِ
كاد لفرطِ السرورِ منّا
أن يعثُرَ الصُبحُ بالمساءِ
كم مرضَتْ صبوتي فجاءَتْ
جزيرةُ النّيلِ بالشِّفاءِ
في ليلةٍ ما يزالُ فيها
ريٌّ لأكبادِنا الظِّماءِ
كاد لفرطِ السرورِ منّا
أن يعثُرَ الصُبحُ بالمساءِ
الفكرُ في الرزقِ كيف يأتي
شيءٌ به تتعبُ القلوبُ
وحاملُ الهمّ ذو دُعاءٍ
في علم ما تحجُبُ الغيوبُ
فإنْ ألمّتْ بك الرّزايا
أو قرعَتْ بابَك الخطوبُ
طرفيَ في طاهرٍ وكفّي
من جُنُبٍ في الهوى وطاهرْ
عبَدتُه كالمجوسِ شَمساً
على حنيفيّتي أُجاهرْ
ونمتُ عن عاذلي فولّى
عن نائمٍ في هواهُ ساهرْ
وصاحبٍ قستُه بنفسي
وربّما أخطأَ القياسُ
سرّيَ في راحتيهِ خَمرٌ
وسرُّهُ في يديَّ كاسُ
فشأن ذا كلِّه اتّضاحٌ
وشأنُ ذا كلِّهِ التباسُ
إِنّي تَغَدّيت صَدرَ يَومي
ثُمَّ تَأَذّيتُ بِالغَداءِ
فَقُلت إِذ مَسّني أَذاه
أَرى غَدائي أَراغَ دائي
يا بُؤسَ لِلدَهرِ أَيّ خَطبٍ
وَهابَهُ الدَهرُ في اِبنِ حامد
قَدِ اِستَوى الناسُ إِذ تَولّى
فَما تَرى مَوقِفاً لِحامِد
يَبكي عَلى فَقدِهِ ثَلاثٌ
العِلمُ وَالزُهدُ وَالمَحامِد
أَهلاً بِظَبيٍ حَماهُ قَصرٌ
كَجَنّةٍ قَد حَوَت نَعيما
طَرَقتُهُ لا أَهابُ سُوءاً
أَباحَني حُبّه الحَريما
فَجادَ من فيهِ لي بِراحٍ
شَفى حَريقاً بِهِ قَديما
لَنا صَديقٌ يُجيدُ لَقماً
راحَتُهُ في أَذى قَفاه
ما ذاقَ مِن كَسبِهِ وَلَكِن
أَذى قَفاه أَذاقَ فاه
لم يَلهُ في المِهْرجانِ أَوْلَى
باللهوِ فيه من ابن يحيى
لأنه شابَهُ بجودٍ
أحيا به الناسَ كلَّ مَحْيا
جدَّدَ عهدَ النبيِّ بِرٌّ
من ابنِ يحيى وفَضْلُ تقوى
عينيَّ شُحَّا ولا تَسُحَّا
جلَّ مُصابي عن البكاءِ
تركُكُما الداءَ مُستكنّاً
أصدقُ عن صحةِ الوفاءِ
إن الأسى والبكاءَ قِدْماً
أمرانِ كالداء والدواءِ