يا مستخفا بعاشقيه
يا مُستَخِفّاً بِعاشِقيهِ
وَمُستَغِشّاً لِناصِحيهِ
وَمَن أَطاعَ الوُشاةَ فينا
حَتّى أَطَعنا السُلُوَّ فيهِ
الحَمدُ لِلَّهِ إِذ أَراني
تَكذيبَ ما كُنتَ تَدَّعيهِ
يا مُستَخِفّاً بِعاشِقيهِ
وَمُستَغِشّاً لِناصِحيهِ
وَمَن أَطاعَ الوُشاةَ فينا
حَتّى أَطَعنا السُلُوَّ فيهِ
الحَمدُ لِلَّهِ إِذ أَراني
تَكذيبَ ما كُنتَ تَدَّعيهِ
يا ضاحِكاً مِلءَ فيهِ جَهلاً
أَحسَنُ مِن ضَحكِكَ البُكاء
وَهَنتَ حِسّاً وَهُنتَ نَفساً
فَلا ذَكاءَ وَلا زَكاء
مَرَّ بِنا وَهوَ بَدرُ تَمٍّ
يَسحَبُ مِن ذَيلِهِ سَحابا
بِقامَةٍ تَنثَني قَضيباً
وَغُرَّةٍ تَلتَظي شِهابا
يَقرَأُ وَاللَيلُ مُدلَهِمٌّ
لِنورِ إِجلائِهِ كِتابا
سَقياً لَها مِن بِطاحِ أُنسٍ
وَدَوحِ حُسنٍ بِها مُطِل
فَما تَرى غَيرَ وَجهِ شَمسٍ
أَظَلَّ فيهِ عِذارُ ظِل
عاطِ أَخِلّاءَكَ المُداما
وَاِستَسقِ لِلأَيكَةِ الغَماما
وَراقِصِ الغُصنَ وَهوَ رَطبٌ
يَقطُرُ أَو طارِحِ الحَماما
وَقَد تَهادى بِها نَسيمٌ
حَيَّت سُلَيمى بِها سَلاما
أَنعِم فَقَد هَبَّتِ النُعامى
وَنَبَّهَت ريحُها الخُزامى
وَمِل إِلى أَيكَةٍ بِلَيلٍ
يَهفو اِهتِزازاً بِها قُدامى
تَهُزُّ أَعطافَها القَوافي
لَها وَأَكوابُها النَدامى
يا نُزهَةَ النَفسِ يا مُناها
ياقُرَّةَ العَينِ يا كَراها
أَما تَرى لي رِضاكَ أَهلاً
وَهَذِهِ حالَتي تَراها
فَاِستَدرِكِ الفَضلَ يا أَباهُ
في رَمَقِ النَفسِ يا أَخاها
رَحَلتُ عَنكُم وَلي فُؤادٌ
تَنفُضُ أَضلاعُهُ حَنينا
أَجودُ فيكُم بِعِلقِ دَمعٍ
كُنتُ بِهِ قَبلَكُم ضَنينا
يَثورُ في وَجنَتَيَّ جَيشاً
وَكانَ في جَفنِهِ كَمينا
لِلَّهِ نورِيَّةُ المُحَيّا
تَحمِلُ نارِيَّةُ الحُمَيّا
وَالدَوحُ رَطبُ المَهَزِّ لَدنٌ
قَد رَقَّ رَيّا وَطابَ رَيّا
تَجَسَّمَ النورُ فيهِ نَوراً
فَكُلُّ غُصنٍ بِهِ ثُرَيّا
أَصبَحَ قَلبي بِهِ نُدوبُ
أَندَبَهُ الشادِنُ الرَبيبُ
تَمادِياً مِنهُ في التَصابي
وَقَد عَلا رَأسِيَ المَشيبُ
أَظُنُّني ذائِقاً حِمامي
وَأَنَّ إِلمامَهُ قَريبُ