بأرض الجيزة اجتاز الغمام
بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ
وَحَلَّ سَماءَها البَدرُ التَمامُ
وَزارَ رِياضَ إِسماعيلَ غَيثٌ
كَوالِدِهِ لَهُ المِنَنُ الجِسامُ
ثَنى عِطفَيهِما الهَرَمانِ تيهاً
وَقالَ الثالِثُ الأَدنى سَلامُ
بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ
وَحَلَّ سَماءَها البَدرُ التَمامُ
وَزارَ رِياضَ إِسماعيلَ غَيثٌ
كَوالِدِهِ لَهُ المِنَنُ الجِسامُ
ثَنى عِطفَيهِما الهَرَمانِ تيهاً
وَقالَ الثالِثُ الأَدنى سَلامُ
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو
فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ
عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ
عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا
وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ
صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ
مَعالي العَهدِ قُمتَ بِها فَطيما
وَكانَ إِلَيكَ مَرجِعُها قَديما
تَنَقَّل مِن يَدٍ لِيَدٍ كَريماً
كَروحِ اللَهِ إِذ خَلَفَ الكَليما
تَنحّى لِاِبنِ مَريَمَ حينَ جاءَ
وَخَلّى النَجمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ
عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما
وَيَندُبُهُم وَلَو كانوا عِظاما
وَأَكرَمُ مِن غَمامٍ عِندَ مَحلٍ
فَتىً يُحيِ بِمِدحَتِهِ الكِراما
وَما عُذرُ المُقَصِّرِ عَن جَزاءٍ
وَما يَجزيهُمو إِلى كَلاما
نُراوِحُ بِالحَوادِثِ أَو نُغادى
وَنُنكِرُها وَنُعطيها القِيادا
وَنَحمِدُها وَما رَعَتِ الضَحايا
وَلا جَزَتِ المَواقِفَ وَالجِهادا
لَحاها اللَهُ باعَتنا خَيالاً
مِنَ الأَحلامِ وَاِشتَرَتِ اِتِّحادا
خليليّ اتركا ما تعدُلاني
عليه وانظُرا ظبياً سَباني
فإني مستهامٌ ذو اكتئاب
حليفُ الحزنِ مسلوب الأماني
برى جسمي ومالي منه روحٌ
به ربي تعالى قد حَباني
ومهما رام أن يَرْقى مداها
سواهُ أظهرَتْ فيه قُصورَهْ
ولا زالتْ تنمِّقُ بالعطايا
رياضَ المجدِ أو تبني قُصورَهْ
نجومُ علاكَ قد طلعَتْ سعودا
وعَرْفُ ثَناك فينا فاحَ عودا
فأبْلِ حوادثَ الأيام والبَسْ
رِداءَ الفضلِ فضفاضاً جديدا
وطالِعْ أوجُهَ الأعوامِ بيضاً
فقد طلعَتْ لمَنْ عاداكَ سُودا
ومعترَكٍ يضمُّ الموتُ فيه
جوانحَهُ على قلب المَروعِ
تهيّبك الزّمانُ به فأبقَتْ
إليكَ يداهُ ناصيةَ المُطيعِ
وجرّدْتَ الحُسامَ فأغْمَدَتْهُ
يَمينُك في طُلى الخطْبِ الصّريعِ
ولي بالخَيفِ من نَعمانَ ظبيٌ
يحيفُ على فؤادي أيّ حَيْفِ
فكم من معطِفَيْه ومقلتَيْهِ
بقلبي منه من رمحٍ وسيفِ
علقت به نَفوراً عن وِدادي
نفورَ الجودِ من طبعِ ابنِ عوفِ