نجدد ذكرى عهدكم ونعيد
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ
وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ
وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي
عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ
إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ
تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ
وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ
وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي
عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ
إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ
تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم
هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا
حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ
وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا
سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ
وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا
سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً
تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا
يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ
كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا
فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ
حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا
إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما
أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى
مِنَ الهاتِكاتِ القَلبَ أَوَّلَ وَهلَةٍ
وَما دَخَلَت لَحماً وَلا لامَسَت عَظما
تَوارَدَ وَالناعي فَأَوجَستُ رَنَّةً
كَلاماً عَلى سَمعي وَفي كَبِدي كَلما
دعِ العذلَ إني أكره العذلَ والغَدْرا
وإن خان من أهوى أقمتُ له العُذرا
ولم أرضَ أيضاً ما حييتُ جنايةً
فمثلي لا يرضى الجناية والغدرا
بَراني هوى ظبيٍ غريرٍ مهفهفٍ
كبدرِ الدُجى بل وجهُه يُخجِل البدرا
ولا عدمَتْ أيامُنا منكَ سيّداً
يُوالي جميلاً أو يروقُ جَمالا
فإنْ كُدِّرَتْ يوماً موارِدُ نعمةٍ
علينا رَوينا من نَداهُ زُلالا
أخالد إنّ الحمدَ يُبقي لأهلِه
كمالاً ولا تبقى الكنوزُ على الكَدِّ
فأطعِمْ وكلْ من عارةٍ مُستردَّةٍ
ولا تُبقِها إنّ العواريّ للرّدِّ
أذِكْرُك أم روضُ الدِّنانِ المُروَّقُ
وإلا فما بالي أطيشُ كأنما
عَداني لمّا أن ذكرتُك أولَقُ
وما وجَدَتْ وجدي حمائمُ لم يدَعْ
لها الزّهْرُ شملاً والزمانُ مفرِّقُ
وإني لأهوى الليلَ لا لرقادِه
أقام فلا عَتْباً رعاهُ ولا عُتْبى
وهبّ لريحٍ من صبابَته هبّا
نعمْ شابَ عمرو الشوقِ عن طوقِ كَتمِه
ولم يقتنعْ دون المشيبِ بأن شبّا
وفاضتْ فروّتْ خدّهُ دون قلبِه
كمثلِ دموعٍ أخطأتْ سُحْبُها الجَدْبا
وأهدى نسيمُ الروض مسكاً وعنبراً
وواصلَ للأنفاسِ ما كان كتّما
ورجّعَتِ الأطيارُ ألحانَ شجوِها
وجاوبَها الدولابُ لما ترنّما
فلا تُهمِلا هذا الزمانَ فإنّه
يجدِّدُ للمشتاقِ عُمراً مُنعّما