لمن الحمول بجدة تسري
لمَنِ الحُمولُ بجدّةٍ تسري
يدرينَ مَن حملَتْ ولا يَدْري
في الآلِ طافيةٌ وراسيةٌ
سيرَ السفينِ بلجّةِ البَحرِ
فعليكَ يا قلبي السلامُ فقد
بانوا كما قد بِنْتَ عن صدري
لمَنِ الحُمولُ بجدّةٍ تسري
يدرينَ مَن حملَتْ ولا يَدْري
في الآلِ طافيةٌ وراسيةٌ
سيرَ السفينِ بلجّةِ البَحرِ
فعليكَ يا قلبي السلامُ فقد
بانوا كما قد بِنْتَ عن صدري
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه
أو مَنْ له ببِغائه وفْرُ
حالاهُما في الكسبِ واحدةٌ
ما بين مُكتسَبَيْهِما قبْرُ
وأبيك إنّ الحُرّ يمنعُه
من أنْ يذلَّ شريفُ منصبِه
وأخوكَ لو أيقظْتَه لِنَدى
أيقَظْتَ منه غير مُنتبِه
فاجْعَلْ وسيلتَك الإله تُفِدْ
فاللهُ أنجحُ ما طلبْتَ به
متعتّبٌ من غيرِ ما سببِ
راضٍ به مسٌّ من الغضبِ
أشْمتّ بي من لا خلاقَ له
وقدحْتَ بين الجلدِ والعصَبِ
فاحبسْ لساني عن معايبِهمْ
لا تولعنّ النارَ بالحطَبِ
بكَرَتْ لنصحِكَ يا أبا بكرِ
غربيّةٌ من مَشْرِقِ الفكْرِ
قطعتْ إليكَ البَرَّ حاملةً
فيها فُنونَ عجائبِ البَحرِ
من صاحب لك لو بصُرْتَ به
لعجبْتَ من حَبْرٍ ومن خُبْرِ
وصلَ اهتمامُك بي فخبّرني
بصحيحٍ ما حدّثتُ عن هِمَمِكْ
وعلمتُ أني صرْتُ منتَظماً
في سِلْكِ مَنْ أعليْتُ خدَمِكْ
فعلِقْتُ منكَ بحبلِ معرفةٍ
عقَدَ النُهى منها عُرى ذِمَمِكْ
أحبِبْ طُرساً رأيتُ صباحَهُ
وضحَ الصباحِ وكنتُ في ظُلَمِ
قد نمّقَتْهُ يدُ امرئ خُلِقَتْ
للسيفِ منصلتاً وللقلم
جادَتْ عليّ سحابُ أنعُمِه
فنُقِلْتُ من بؤسٍ الى نِعَمِ
يا حسنَ وجه البحر حين بدا
والسحبُ تهطِلُ فوقه هَطْلا
فكأنه درعٌ وقد ملأت
أيدي الرماةِ عيونَهُ نَبْلا
أرسلتَ لي سطرين قد جَمعا
حُمقاً يحرّم عندك البُقْيا
وكسَوْتني خِلَعَ المحال على
أني كسوتُك مَلبسَ العُليا
فعدِمْتُها من رقعةٍ وردَتْ
ولو أنها هي رقعةُ الدُنيا
وقحملَ الخضابَ على المَشيبِ لكيْ
يُصْبي الحسانَ بديعُ حِلْيَتِه
ما كان أسعدَهُ غداةَ يُرى
وضميرُه كضميرِ لِحْيتِه