يا رب غيثٍ قد قرى عازبٍ
يا رُبَّ غَيثٍ قَد قَرى عازِبٍ
أَجَشَّ أَحوى في جُمادى مَطير
قادَ بِهِ أَجرَدُ ذو مَيعَةٍ
عَبلاً شَواهُ غَيرُ كابٍ عَثور
فَأَلبَسَ الوَحشَ بِحافاتِهِ
وَالتَقَطَ البَيضَ بِجَنبِ السَدير
يا رُبَّ غَيثٍ قَد قَرى عازِبٍ
أَجَشَّ أَحوى في جُمادى مَطير
قادَ بِهِ أَجرَدُ ذو مَيعَةٍ
عَبلاً شَواهُ غَيرُ كابٍ عَثور
فَأَلبَسَ الوَحشَ بِحافاتِهِ
وَالتَقَطَ البَيضَ بِجَنبِ السَدير
أَلا ذَهَبَ الحُلاّلُ في القَفَرات
وَمَن يَملأُ الجَفناتِ في الجَحَراتِ
وَمَن يُرجِعُ الرُمحَ الأَصمَّ كُعوبُهُ
عَليهِ دِماءُ القَومِ كَالشَقِراتِ
سَمِعَت بَنو أَسَدَ الصِياحَ فَزادَها
عِندَ اللِقاءِ مَعَ النِفار نِفارا
وَرَأَت فَوارِسَ مِن صُلَيبَةِ وائِلٍ
صَبَروا إِذا نَقعُ السَنابِكِ ثارا
بيضاً يُحَزَّزنَ العِظامَ كَأَنمَّا
يوقِدنَ في حَلَقِ المَغافِرِ نارا
أَلا لا تَفخَرَن أَسَدٌ عَلَينا
بِيَومٍ كانَ حَيناً في الكِتابِ
فَقَد قُطِعَت رُؤوسٌ مِن قُعَينٍ
وَقَد نُقِعَت صُدورٌ مِن شَرابِ
وَأَردَينا اِبنَ حَسحاسٍ فَأَضحى
تَجولُ بِشِلوِهِ نُجُسُ الذِئابِ
لا يَبعَدَن قَومي الَّذينَ هُمُ
سُمُّ العُداةِ وَآفَةُ الجُزرِ
النازِلونَ بِكُلَّ مُعتَرَكٍ
وَالطَيَّبونَ مَعاقِدَ الأُزرِ
الضارِبونَ بِحَومَةٍ نَزَلَت
وَالطاعِنونَ بِأَذرُعٍ شُعرِ
وَبيضٍ قَد قَعَدنَ وَكُلُّ كُحلٍ
بِأَعيُنِهِنَّ أَصبَحَ لا يَليقُ
أَضاعَ بُضوعَهُنَّ مُصابُ بِشرٍ
وَطَعنِةُ فاتِكٍ فَمَتى تُفيقُ
أَعاذِلَتي عَلى رُزءٍ أَفيقي
فَقَد أَشرَقتِني بِالعَذلِ ريقي
أَلا أَقسَمتُ آسى بَعَد بِشرٍ
عَلى حَيًّ يَموتُ وَلا صَديقِ
فلا وأبيك آسى بعد بشرٍ
على حيٍّ يموت ولا صديقِ
إنَّ بَني الحِصنِ استَحلَّت دِماءَهُم
بَنو أَسَدٍ حارِبُها ثُمَّ واِلبَه
هُمُ جَدَعوا الأَنفَ الأَشَمَّ فَأَوعَبوا
وَجَبُّوا السَنامَ فَاِلتَحَوهُ وَغارِبَه
عُمَيلَةُ بَوّاهُ السِنانَ بِكَفِّه
عَسى أَن تُلاقيهِ مِنَ الدَهرِ نائِبَه
عَدَدنا لَهُ خَمساً وَعِشرينَ حجَّةً
فَلَمّا تَوَفّاها اِستَوى سَيَّداً ضَخما
فُجِعنا بِهِ لَمّا اِنتَظَرنا إِيابَهُ
عَلى خَير حالٍ لا وَليداً وَلا قَحما
عَفا مِن آلِ لَيلى السَهـ
ـبُ فَالأَملاحُ فَالغَمرُ
فَعَرقٌ فَالرِماحُ فَالـ
ـلِوى مِن أهلِهِ قَفرُ
وَأُبلِيٌّ إِلى الغَرّا
ءِ فَالمَأوان فَالحَجرُ