ألا هبت أمامة بعد هدء
أَلا هَبَّت أُمامَةُ بَعدَ هَدءٍ
عَلى لَومي وَما قَضَّت كَراها
فَبِتُّ مُراقِباً لِلنَجمِ حَتّى
تَجَلَّت عَن أَواخِرِها دُجاها
فَقُلتُ لَها أُمامَ دَعي عِتابي
فَإِنَّ النَفسَ مُبدِيَةً نَثاها
أَلا هَبَّت أُمامَةُ بَعدَ هَدءٍ
عَلى لَومي وَما قَضَّت كَراها
فَبِتُّ مُراقِباً لِلنَجمِ حَتّى
تَجَلَّت عَن أَواخِرِها دُجاها
فَقُلتُ لَها أُمامَ دَعي عِتابي
فَإِنَّ النَفسَ مُبدِيَةً نَثاها
أَلا أَبلِغ بَني عَوفِ بنِ كَعبِ
وَهَل قَومٌ عَلى خُلُقٍ سَواءُ
عُطارِدَها وَبَهدَلَةَ بنَ عَوفٍ
فَهَل يَشفي صُدورَكُمُ الشِفاءُ
أَلَم أَكُ نائِياً فَدَعَوتُموني
فَجاءَ بِيَ المَواعِدُ وَالدُعاءُ
آثَرتُ إِدلاجي عَلى لَيلِ حُرَّةٍ
هَضيمِ الحَشا حُسّانَةِ المُتَجَرَّدِ
إِذا النَومُ أَلهاها عَنِ الزادِ خِلتَها
بُعَيدَ الكَرى باتَت عَلى طَيِّ مُجسَدِ
إِذا اِرتَفَقَت فَوقَ الفِراشِ تَخالَها
تَخافُ اِنبِتاتَ الخَصرِ ما لَم تَشَدَّدِ
أَلا طَرَقَتنا بَعدَما هَجَدوا هِندُ
وَقَد سِرنَ خَمساً وَاِتلَأَبَّ بِنا نَجدُ
أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ
وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ
وَهِندٌ أَتى مِن دونِها ذو غَوارِبٍ
يُقَمَّصُ بِالبوصِيِّ مُعرَورِفٌ وَردُ
شاقَتكَ أَظعانٌ لِلَي
لى يَومَ ناظِرَةٍ بَواكِر
في الآلِ يَحفِزُها الحُدا
ةُ كَأَنَّها سُحُقٌ مَواقِر
كَظِباءِ وَجرَةَ ساقَهُن
نَ إِلى ظِلالِ السِدرِ ناجِر
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
عَلى خَيرِ ما يَجزي الرِجالَ بَغيضا
فَلَو شاءَ إِذ جِئناهُ صَدَّ فَلَم يُلَم
وَصادَفَ مَنأىً في البِلادِ عَريضا
تَدارَكتَنا حَتّى اِستَقَلَّت رِماحُنا
فَعِشنا وَأَلقَينا إِلَيكَ جَريضا
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ
بِلِوى زَرودَ سَفى عَلَيها المورُ
نُؤيٌ وَأَطلَسُ كَالحَمامَةِ ماثِلٌ
وَمُرَفَّعٌ شُرُفاتُهُ مَحجورُ
وَالحَوضُ أَلحَقَ بِالخَوالِفِ نَبتُهُ
سَبِطٌ عَلاهُ مِنَ السِماكِ مَطيرُ
عَفا مُسحَلانُ مِن سُلَيمى فَحامِرُه
تُمَشّي بِهِ ظِلمانُهُ وَجَآذِرُه
بِمُستَأسِدِ القُريانِ حُوٍّ نَباتُهُ
فَنَوّارُهُ ميلٌ إِلى الشَمسِ زاهِرُه
كَأَنَّ يَهوداً نَشَّرَت فيهِ بَزَّها
بُروداً وَرَقماً فاتَكَ البَيعَ تاجِرُه
طافَت أُمامَةُ بِالرُكبانِ آوِنَةً
يا حُسنَهُ مِن قَوامٍ ما وَمُنتَقَبا
إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ
حُمشِ اللِثاتِ تَرى في غَربِهِ شَنَبا
قَد أَخلَقَت عَهدَها مِن بَعدِ جِدَّتِهِ
وَكَذَّبَت حُبَّ مَلهوفٍ وَما كَذَبا
جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ
وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينِ
لَقَد سُوِّستِ أَمرَ بَنيكِ حَتّى
تَرَكتِهِمُ أَدَقَّ مِنَ الطَحينِ
لِسانُكِ مِبرَدٌ لَم يُبقِ شَيئاً
وَدَرُّكِ دَرُّ جاذِبَةٍ دَهينِ