سلا أحبته من لم يذق كمدا
سَلا أَحِبَّتَه من لَم يَذُق كَمَدا
يَومَ الفِراقِ وَلَو أَذرى الدُموعَ دَما
إِنّي أَسأتُ إِلى سَمعي بفرقتهم
أَنا ظَلمتُ ومن أَهواهُ ما ظَلما
سَلا أَحِبَّتَه من لَم يَذُق كَمَدا
يَومَ الفِراقِ وَلَو أَذرى الدُموعَ دَما
إِنّي أَسأتُ إِلى سَمعي بفرقتهم
أَنا ظَلمتُ ومن أَهواهُ ما ظَلما
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا
عَلى فَرَسٍ حَتّى اِستَراحَ كِلاهُما
قَريناهُما ثُمَّ اِنتَزَعنا قِراهُما
لِضَيفَينِ جاءا مِن بَعيدٍ سِواهُما
لمن الرُسوم بعرصة البَردان
أَقوت غُداةَ تَرَحُّلِ الأَظعانِ
هَل دارُ علوةَ إِن سأَلتَ مُجيبَةٌ
أَو هَل يُجيبك غَيرَ ذاتِ لِسانِ
دِمَن عَفَينَ فَأَصبَحت غُربانها
يردين بَينَ مَنازِلِ الضِيفانِ
حَيَيتُما من دمنتي طَلينِ
عطلين موحشتين مقفرتينِ
عفّى عراصهما عَلى طول البلى
نوء الرَشا وَبَوارح الفرعَينِ
وَمَحاهما مِن آلِ محوة وَالصَبا
أَذيال غاديتين رائِحتينِ
قُل لِلَّذي وَردُ خَدِّهِ القاني
في لَجِّ بَحرِ الغَرامِ أَلقاني
ما نِلتُ من ثغر ريقَك الهاني
عَن ثَغرِ الأَنامِ أَلهاني
قالوا قُتلت بِصارِمٍ من طَرفِهِ
فيما زَعمت وَما نَراهُ بَقاني
فَأَجَبتُ خير البيض ما سَبَقَ الدِما
فَمَضى وَلَم يَتَخَضَّب القُربانِ
أَحياهُ بَعدَ اللَهِ إِذ حَيَّاهُ
طَيف يُسرّي الهَمّ عَنهُ سُراهُ
أَهدى السَلام عَلى تَنائي أَرضِهِ
يا حَبَّذا المُهدى ومن أَهداهُ
أَهداهُ أَحوَرَ مِن ظباء تِهامَةٍ
كالظَبّي الحاظ الظباء ظُباهُ
ليهن كلاك مَداها القَصيّ
وَمجد يُؤَثَّل عَنها سَنىِّ
لَقَد حَلَّ سؤددك المُرتَقى
الَّذي لا يَروم إِلَيهِ الهوادِجَ
وَذَلَّ بِعَزمِكَ صرف الزَمانِ
حَتّى أَطاعَكَ منه العَصيّ
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما
تَغَنّى بِأَفنانِ الأَراكِ حَمامُ
عَلَيكَ سَلام مِن أَخٍ لك ناصِحٍ
وَقلَّ لَهُ مِنّي عَلَيكَ سَلامُ
أَحب قرى نَجدٍ لأَنَكَ قاطِن
بهنَّ فَهَل حُبُّ الدِيار حَرامُ
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا
جَمالاً وَأَعطى القَضيب اِعتِدالا
وَمِن فَرطِ شَوقي إِلى مُقلتيه
لِقَلبي أَنّي قطعت الحِبالا
يَسُرُّكَ يا مُنَيتي أَن تَرى
مُحِبُّكَ من أَسوأ الناس حالا