رطلان لا أزداد فوقهما
رَطلانِ لا أزداد فَوقَهما
في الشرب إن حَضَروا وإن وَحدي
فَليَغتَفِر لي مَن يُنادمني
أنِّي أُحِبُّ عواقِبَ الرُّشدِ
وأُريدُ ما يَقوَى بهِ بَدَني
وأُجانِبُ الأمرَ الذي يُردي
رَطلانِ لا أزداد فَوقَهما
في الشرب إن حَضَروا وإن وَحدي
فَليَغتَفِر لي مَن يُنادمني
أنِّي أُحِبُّ عواقِبَ الرُّشدِ
وأُريدُ ما يَقوَى بهِ بَدَني
وأُجانِبُ الأمرَ الذي يُردي
ألا لا أرى شيئاً ألَذَّ من الوعدِ
ومِن أمَلٍ فيهِ وإن كان لا يُجدي
ومن غفلةِ الواشي إذا ما لقيتهُ
ومن زورتي أبياتها خالياً وَحدي
ومن ضِحكَةٍ في الملتقى ثم سَكتَةٍ
وكِلتاهما عِندي ألذُّ من الشَّهدِ
ألا لا أرى شيئاً
ألذّ منَ السَّحقِ
أرى ماءً وبي عَطَشٌ شديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ
أما يكفيكِ أنَّكِ تَملِكيني
وأنّ الناسَ كلَّهُمُ عبيدي
وأنَّكِ لو قطعتِ يدي ورجلي
لقلتُ من الرضا أحسنتِ زيدي
لمّا رأيتُ الذنوبَ جلَّت
عن المُجازاةِ بالعِقابِ
جعَلتُ فيه العقابَ عفواً
أقسى منَ الضَّربِ للرِّقابِ
أشعارُ عبدِ بني الحَسحاسِ قُمنَ له
عند الفخارِ مقامَ الأصلِ والورقِ
إن كنتُ عبداً فنفسي حُرَّةٌ كرَماً
أو أسودَ الجلدِ إني أبيضُ الخُلُقِ
ليسَ يُزري السّوادُ بالرّجلِ الشَّهمِ
ولا بالفتى الأديبِ الأريبِ
إن يكن للسوادِ منكَ نصيبُ
فَبياض الأخلاقِ منكَ نصيبي
سلامٌ على مَن لم يُطق عندَ بينهِ
سلاماً فأومى بالبنانِ المخَضَّبِ
فما اسطَعتُ توديعاً لهُ بِسوى البُكا
وذلك جهدُ المُستهامِ المُعذَّبِ
لخيرُ إمامٍ قامَ من خير عُنصُرِ
وأفضل راقٍ فوق أعوادِ منبرِ
ووارثُ علمِ الأولينَ ومُلكِهم
وذاك هم المأمونُ من أمٍّ جعفرِ
كتبتُ وعيني تستهلُّ دموعُها
إليك ابن عمي من جُفوني ومحجري
يَعِزُّ عليَّ ما لاقيتِ فيه
وأنتِ الأمُّ خيرُ الأمّهات
ولم أرضَ الذي فَعلوا إليهِ
من القَتلِ المخالِفِ والشّتات
أمَرتُ بأخذِ هذا الأمرِ مِنهُ
وقَبضِ يديه عن تلك الهناتِ