بني جشم ردوا فؤادي إنه
بَني جُشَمٍ ردُّوا فؤاديَ إِنَّهُ
بحيثُ الخدودُ البيضُ والأَعينُ النُّجْلُ
وإِن ضلَّ عنكم فانشدوهُ على الحِمى
فثَمَّ مكانٌ مِن فؤاديَ لا يَخلو
فإِن لَم تردوهُ أَقَمتُ لديكمُ
صَريعَ غرامٍ ما أُمِرُّ وما أَحلو
بَني جُشَمٍ ردُّوا فؤاديَ إِنَّهُ
بحيثُ الخدودُ البيضُ والأَعينُ النُّجْلُ
وإِن ضلَّ عنكم فانشدوهُ على الحِمى
فثَمَّ مكانٌ مِن فؤاديَ لا يَخلو
فإِن لَم تردوهُ أَقَمتُ لديكمُ
صَريعَ غرامٍ ما أُمِرُّ وما أَحلو
طَرَقتْ علوَةُ والرَّملُ شجٍ
بالدُّجى والأَنجُمُ الزُهرُ جُنوحُ
حَيث غَنَّى ابنُ عليم طَرباً
وَالحَمامُ الوُرقُ في الأَيكِ تَنوحُ
وأَريجُ المسكِ مِن أَردانِها
يُوقَظُ الرَّكبُ بِهِ حينَ يَفوحُ
بِمنشَطِ الشَّيح مِن نجدٍ لنا وَطَنُ
لَم تَجرِ ذِكراهُ إِلّا حَنَّ مُغتَرِبُ
إِذا رأَى الأُفقَ بالظَّلماءِ مُختَمِرا
أَمسى وَناظِرُهُ بِالدَّمعِ مُنتَقِبُ
ونشقَةٍ مِن عَرارٍ هزَّ لِمَّتَهُ
رُوَيحَةٌ في سُراها مَسَّها لَغَبُ
إِن أَخلَفَ الوَعدَ حيٌّ يظعَنونَ غَدا
وَفَى لِيَ الطَّرفُ مِن دَمعي بِما وَعَدا
فَلا تَرى لؤلؤاً مِن مبسِمٍ نَسَقاً
حَتىّ تَرى لؤلؤاً مِن مَدمَعٍ بَددا
يا سَعدُ إِنَّ فِراقاً كنتَ تحذَرُهُ
دَنا ليَنزِعَ مِن أَحشائِكَ الكَبِدا
يا عَبرَتي هَذِهِ الأَطلالُ وَالدِّمَنُ
فَما اِنتِظارُكِ سيلي فَهيَ لي وَطَنُ
لَم أَلقَ قَبلَ ابنَةِ السَّعديِّ لي سَكَناً
يَكادُ يَلفِظُ روحي بَعدَهُ البَدَنُ
تَلَفَّتَ القَلبُ نَحوَالرَّكبِ حينَ ثَنى
عَنِ التأَمُّلِ طَرْفِي دَمعِيَ الهَتِنُ
خَليليَّ هَذا رَبعُ لَيلى بِذي الغَضَى
سَقى اللَّهُ لَيلى وَالغَضى وَسَقاكُما
وَقَد كُنتُما لي مُسعدَينِ عَلى البُكا
فَما لَكُما لا تُسعِدانِ أَخاكُما
أَظَلُّ وَحيداً لا أَرى مَن أُحِبُّهُ
وَهَل بِالحِمى لي مِن خَليلٍ سِواكُما
بَدا لي عَلى الكَثيبِ
بِنَعمانَ ما يَروعُ
رَعابيبُ مِن نُمَيرٍ
جَلابيبُها تَضوعُ
وَوَهبينُ في رُباها
لأَسرابِها رُبوعُ
مَن لي بِنَجدٍ وَأَيّامٍ بِها سَلَفَتْ
ما طالَ عَهدٌ بماضيها سِوى حِجَجِ
لَو بيعَ عَصرُ شَبابٍ يَنقَضي لِفَتىً
لابتيعَ عَصرُ الصِّبا وَاللَّهوِ بِالمُهَجِ
لِلَّهِ ظَمياءُ وَالأَيّامُ مُسعِدَةٌ
بِالوَصلِ مِنها بِلا مَنْعٍ وَلا حَرَجِ
وَحيٍّ مِن بَني جُشَمِ بْنِ بَكرٍ
يُزيرونَ القَنا ثُغَرَ الأَعادي
إِذا نَزلوا الحِمَى مِن أَرض نجدٍ
كَفَوهُ تَرَقُّبَ الدِّيَمِ الغَوادي
أَعاريبٌ إِذا غَضِبوا تَروَّتْ
دَماً سَرِباً أَنابيبُ الصِّعادِ
وَحاكيَةٍ للرِّيمِ جيداً وَمُقلَةً
لَها نظراتٌ لا يُنادي وليدُها
فَتُتلِفُ بالأولى إِذا ابتدأَت بِها
نفوساً وبالأُخرى إلينا تعيدها
تُميتُ وَتحيي مَن تَشاءُ بِنظرةٍ
فماذا تُرى لو عاونَ العينَ جِيدها