أثن على الخمر بآلائها
أَثنِ عَلى الخَمرِ بِآلائِها
وَسَمِّها أَحسَنَ أَسمائِها
لا تَجعَلِ الماءَ لَها قاهِراً
وَلا تُسَلِّطها عَلى مائِها
كَرخِيَّةٌ قَد عُتِّقَت حَقبَةً
حَتّى مَضى أَكثَرُ أَجزائِها
أَثنِ عَلى الخَمرِ بِآلائِها
وَسَمِّها أَحسَنَ أَسمائِها
لا تَجعَلِ الماءَ لَها قاهِراً
وَلا تُسَلِّطها عَلى مائِها
كَرخِيَّةٌ قَد عُتِّقَت حَقبَةً
حَتّى مَضى أَكثَرُ أَجزائِها
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها
لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ
لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
وَمُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لِسانَهُ
فَكَلامُهُ بِالوَحيِ وَالإيماءِ
لَمّا نَظَرتُ إِلى الكَرى في عَينِهِ
قَد عَقَّدَ الجَفنَينِ بِالإِغفاءِ
حَرَّكتُهُ بِيَدي وَقُلتُ لَهُ اِنتَبِه
يا سَيِّدَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ
لا يَصرِفَنَّكَ عَن قَصفٍ وَإِصباءِ
مَجموعُ رَأيِ وَلا تَشتيتُ أَهواءِ
وَاِشرَب سُلافاً كَعَينِ الديكِ صافِيَةً
مِن كَفِّ ساقِيَةٍ كَالريمِ حَوراءِ
صَفراءُ ما تُرِكَت زَرقاءُ إِن مُزِجَت
تَسمو بِحَظَّينِ مِن حُسنٍ وَلَألاءِ
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ
بِأَن يُمسي وَلَيسَ لَهُ اِنتِشاءُ
إِذا نَبَّهتَهُ مِن نَومِ سُكرٍ
كَفاهُ مَرَّةً مِنكَ النِداءُ
فَلَيسَ بِقائِلٍ لَكَ إيهِ دَعني
وَلا مُستَخبِرٍ لَكَ ما تَشاءُ
يا رُبَّ مَجلِسِ فِتيانٍ سَمَوتُ لَهُ
وَاللَيلُ مُحتَبِسٌ في ثَوبِ ظَلماءِ
لِشُربِ صافِيَةٍ مِن صَدرِ خابِيَةٍ
تَغشى عُيونَ نَداماها بِلَألاءِ
كَأَنَّ مَنظَرَها وَالماءُ يَقرَعُها
ديباجُ غانِيَةٍ أَو رَقمُ وَشّاءِ
أَما يَسُرُّكَ أَنَّ الرَرضَ زَهراءُ
وَالخَمرُ مُمكِنَةٌ شَمطاءُ عَذراءُ
ما في قُعودِكَ عُذرٌ عَن مُعَتَّقَةٍ
كَاللَيلِ والِدُها وَالأُمُّ خَضراءُ
بادِر فَإِنَّ جِنانَ الكَرخِ مونِقَةٌ
لَم تَلتَقِفها يَدٌ لِلحَربِ عَسراءُ
بَينَ المُدامِ وَبَينَ الماءِ شَحناءُ
تَنقَدُّ غَيظاً إِذا ما مَسَّها الماءُ
حَتّى تُرى في حَوافي الكَأسِ أَعيُنُها
بيضاً وَلَيسَ بِها مِن عِلَّةٍ داءُ
كَأَنَّها حينَ تَمطو في أَعِنَّتِها
مِنَ اللَطافَةِ في الأَوهامِ عَنقاءُ
أَعتَلُّ بِالماءِ فَأَدعو بِهِ
لَعَلَّها تَنزِلُ بِالماءِ
وَيَعلَمُ اللَهُ عَلى عَرشِهِ
ما طِبِّيَ الماءُ وَلا دائي
إِلّا لِما أَلقى بِإِنسانَةٍ
مُختالَةٍ في نَعلِ حِنّاءِ
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ
وَاِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
فَإِذا رَأَيتَ خُضوعَها لِمِزاجِها
فَمُرَن يَدَيكَ بِعِفَّةٍ وَحَياءِ
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكَ لِذِكرِها
جَلَّت عَنِ التَصريحِ بِالأَسماءِ