تلثم بالعقيق على اللآلي
تلثّمَ بالعقيقِ على اللآلي
فغشّى الفجرَ من شفَقِ الجمالِ
وقنّعَ بالدُجى شمسَ المُحيّا
فبرقَعَ بالضُحى ليلَ القَذالِ
وهزّ قَوامَهُ فثَنى قضيباً
إليهِ تنقّلتْ دولُ العوالي
تلثّمَ بالعقيقِ على اللآلي
فغشّى الفجرَ من شفَقِ الجمالِ
وقنّعَ بالدُجى شمسَ المُحيّا
فبرقَعَ بالضُحى ليلَ القَذالِ
وهزّ قَوامَهُ فثَنى قضيباً
إليهِ تنقّلتْ دولُ العوالي
رَنا فسلَّ على العُشّاقِ أحوَرهُ
سيفاً عليهمْ ذِمامُ البيضِ يخفِرُهُ
وماسَ تيهاً فثنّى في غلالتِه
قدّاً بحُمرِ المَنايا سالَ أسمَرُهُ
واِفترَّ عن لُؤلُؤٍ ما لاحَ أبيضُهُ
إلّا وياقوتُ دمعي سالَ أحمرُهُ
ما الرّاحُ إلّا رَوْحُ كلِّ حَزينِ
فأزِلْ بخَمْرَتِها خُمارَ البينِ
واِستَجْلِها مثلَ العَروس توقّدَتْ
بعُقودِها وتخلْخَلَتْ بِبُرينِ
واِقْطِفْ بثغرِك وَرْدَ وَجنَتِها على
خدِّ الشقيقِ ومَبسمِ النِسرينِ
خَفَرَتْ بسيفِ الغُنج ذمّةَ مِغفَري
وفَرَتْ برُمح القدِّ دِرعَ تصبُّري
وجلَتْ لنا من تحت مِسكةِ خالِها
كافورَ فجرٍ شقَّ ليلَ العنْبرِ
وغدَتْ تذُبُّ عن الرُضابِ لِحاظها
فحمَتْ علينا الحورُ وِردَ الكوثرِ
ما حُرِّكَتْ سَكَناتُ الأعيُنِ النُجُلِ
إلّا وقد رشقَتها أسهمُ الأجَلِ
رَنَتْ إلينا عُيونُ العِينِ من مُضَرٍ
فاِستهدَفَتنا رُماةُ النَّبْلِ من ثُعَلِ
وهزّتِ الخُرَّدُ الهيفُ الحِسانُ لَنا
قاماتهِنّ فخِفنا دولةَ الأسَلِ
بزَغَتْ بالظّلامِ شَمسُ الدُيورِ
فأرَتْ بالشتاءِ وقتَ الهَجيرِ
وشَهِدنا الهَباءَ كالنّقْعِ لَيلاً
حَولَها إذ بدَتْ منَ البلّورِ
وأرَتْنا السّماءَ ذاتَ اِحْمِرارٍ
ومَحا نورُها السّوادَ الأثيري
غَرَبَتْ منكمُ شُموسُ التّلاقي
فبدتْ بعدَها نُجومُ المآقي
جَنَّ لَيلُ النّوى عليَّ فأمْسَتْ
في جُفوني مُنيرةَ الإشراقِ
أخبرَتْنا حَلاوةُ القُربِ منكمْ
أنّ هذا البِعادَ مُرُّ المَذاقِ
لا برَّ في الحُبِّ يا أهلَ الهوى قسَمي
ولا وَفَتْ للعُلى إنْ خُنتُكُمْ ذِمَمي
وإنْ صبَوْتُ إلى الأغيارِ بَعدَكُمُ
فلا ترقّتْ إلى هاماتِها هِمَمي
وإنْ خَبَتْ نارُ وجدي بالسُّلوِّ فلا
ورّتْ زنادي ولا أجرى النُهى حِكَمي
هذا العَقيقُ وتلكَ شُمُّ رِعانِهِ
فاِمزُجْ لُجينَ الدّمعِ منْ عِقْيانِهِ
واِنزِل فثَمَّ مُعرَّسٌ أبداً ترى
فيهِ قُلوب العِشقِ مِن رُكْبانِهِ
وَاِشمُمْ عَبيرَ تُرابِهِ واِلْثِمْ حَصىً
في سَفحِهِ اِنتثَرتْ عُقودُ جُمانِهِ
نِصالٌ من جُفونِكِ أم سِهامُ
ورُمحٌ في الغِلالةِ أم قَوامُ
وبلّورٌ بخدِّكِ أم عَقيقٌ
وشهدٌ في رُضابِكِ أم مُدامُ
وشمسٌ في قِناعِكِ أم هِلال
تزيّا فيكِ أو بدرٌ تَمامُ