هل يا حداة النجب
هل يا حُداة النُجُبِ
للركب من منقلَبِ
والعيشُ لما عزَموا
على النّوى لم يَطبِ
سارتْ بقلبي عيسُهمْ
وا أسَفي وا حرَبي
هل يا حُداة النُجُبِ
للركب من منقلَبِ
والعيشُ لما عزَموا
على النّوى لم يَطبِ
سارتْ بقلبي عيسُهمْ
وا أسَفي وا حرَبي
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ
وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ
كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ
عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ
لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ
من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ
صاحِ هذا ربعُ الهوى المعهودُ
فتلقِفْ ساعةً فقلبي عميدُ
لا تعرِّجْ على سواهُ ففيه
لي ظلٌّ من الهوى ممدودُ
قفْ به فالغرامُ وقْفٌ عليه
ليس لي ما حييتُ عنه مَحيدُ
وعدَتْ ولم تفِ لي بذاك الموعدِ
فغَدا الغرام غريمَ قلبي المُكمَدِ
هيفاءٌ أُرضيها وتُسخِطُني وقد
طاوعْتُها وعصَيْتُ كلّ مفنّدِ
يا دمعَ عيني زِدْ ولا تنقُصْ ويا
نارَ الأسى بين الحشا لا تخمُدي
دعِ العذلَ إني أكره العذلَ والغَدْرا
وإن خان من أهوى أقمتُ له العُذرا
ولم أرضَ أيضاً ما حييتُ جنايةً
فمثلي لا يرضى الجناية والغدرا
بَراني هوى ظبيٍ غريرٍ مهفهفٍ
كبدرِ الدُجى بل وجهُه يُخجِل البدرا
خليليّ اتركا ما تعدُلاني
عليه وانظُرا ظبياً سَباني
فإني مستهامٌ ذو اكتئاب
حليفُ الحزنِ مسلوب الأماني
برى جسمي ومالي منه روحٌ
به ربي تعالى قد حَباني
تيّم قلبي أغيدُ
وخانَ فيه الجلَدُ
وليس لي من يُسْعِدُ
عليه مُذ فارقني
الله في قتل فتى
ذي كبدٍ قد فتّتا
فُحْنَ طيباً من بعدهنّ الديارُ
فوحَ مسكٍ أفاحَه العطارُ
ذاك نَشْرُ الأحباب أودِعَ في الدا
رِ ففاحَتْ طيباً عشيّةَ ساروا
رحلَتْ ظُعنُهُم فغاضَت على الإث
رِ دموعٌ من الديار غِزارُ
يا عاذليّ لا تُطيلا عذَلي
إني عن عذلِكما في شُغُلِ
رضيتُ بالهوان والتذلّل
في حبّ من في الحب لا يرقّ لي
ظبيٌ ظُبى أجفانِه كالمُرهَفِ
ناهيكَه من أغيدٍ مهفهَفِ
يا أيها الحَبرُ الإما
مُ ومن به فخرُ اليراعْ
الصّبرُ عن رؤياكَ يا
خيرَ الورى لا يُستطاعْ
أو كيف يصبِرُ عن فتًى
هو أوحدُ الدنيا المُطاعْ