وبدر غير ممحوق
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
منَ العِقْيانِ مخْلوقِ
إذا أُسْقيتُ فضلَتَهُ
مزجْتُ بريقِهِ ريقي
فيا لكَ عاشقاً يُسْقى
بقيَّةَ كاسِ مَعْشوقِ
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
منَ العِقْيانِ مخْلوقِ
إذا أُسْقيتُ فضلَتَهُ
مزجْتُ بريقِهِ ريقي
فيا لكَ عاشقاً يُسْقى
بقيَّةَ كاسِ مَعْشوقِ
اشربْ على منظرٍ أَنيقِ
وامزُجْ بريقِ الحبيبِ رِيقي
واحْلُلْ وشاحَ الكَعابِ رِفقاً
واحذَرْ على خَضرِها الرَّقيقِ
وقُل لمن لامَ في التَّصابي
إليكَ خلِّ عنِ الطَّريقِ
ودَّعتَني بزَفرةٍ واعْتِناقِ
ثم نادَتْ متى يكونُ التَّلاقي
وتصَدَّتْ فأشرقَ الصبحُ مِنها
بينَ تلكَ الجيوبِ والأطواقِ
يا سقيمَ الجفونِ من غيرِ سُقمٍ
بينَ عَينيكَ مَصرعُ العُشَّاقِ
فصلتَ والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
والعزُّ أولاكَ والتَّمكينُ أُخراكا
ورحمةُ اللَّه في الآفاقِ قد نُشرتْ
والأرضُ تُبدي تباشيراً لمبداكا
قدِ اكتستْ حُللاً من وشْيِ زَهرتِها
كأنَّ زُخرفَها في الحسنِ حاكاكا
وَرديَّةٌ يَحملُها شادنٌ
في مُشْرَبِ الحمرةِ وَرْدِيِّ
كأنّه والكأسُ في كفِّهِ
بدرُ دُجىً يَسعَى بدرِّيِّ
مَنظومةٌ هُذِّبَ ألفاظُها
ليستْ منَ الشِّعرِ الحجازيِّ
لكنَّها في الصَّوغِ نَجْديَّةٌ
صاحبُها ليسَ بِنجدِيِّ
كوفيَّةُ الإبداعِ بَصْريَّةٌ
لغيرِ كوفيٍّ وبَصْريِّ
هنا تَفْنَى قَوافي الشِّع
رِ في هذا الروِيِّ
قوافٍ أُلبِستْ حَلْياً
من الحُسنِ البدِيِّ
تَعالتْ عن جريرٍ بلْ
زهيرٍ بل عَدِيِّ
سُبحانَ مَن لم تَحوِه أَقطارُ
ولم تكنْ تُدركُهُ الأَبصارُ
وَمن عَنت لوجهه الوجوهُ
فما له نِدٌّ ولا شَبيهُ
سبحانَه مِن خالقٍ قديرِ
وعالمٍ بِخلْقهِ بَصيرِ
حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
حكَمَتْ لوَاحِظُها على المَقْدورِ
نَظرتْ إِليَّ بِمُقْلَتَيْ أُدمانَةٍ
وَتَلَفّتتْ بِسوالفِ اليَعْفُورِ
وَكأنَّما غاضَ الأَسى بجُفُونها
حَتَّى أتاكَ بِلؤلؤٍ مَنْثُورِ
وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
ذُكورَ الهِنْدِ في أيْدي ذُكورِ
لوامِعُ يُبْصِرُ الأعْمَى سَناها
وَيَعْمَى دُونَها طَرْفُ البَصيرِ
وخافِقَةِ الذَّوائِبِ قَدْ أَنافتْ
عَلى حَمْراءَ ذاتِ شباً طَريرِ