تخافقت البروق على الغميم
تَخافَقَتِ البُروقُ عَلى الغَميمِ
شِفاؤُكِ يا مُقَيلَةُ أَن تَشيمِ
مُخَيَّم جيرَةٍ شُمٍّ كِرامٍ
طَهارى أَوجُهٍ بيضٍ وَخيمِ
أَعِزّاءُ القَنا حَيٌّ لَقاحٌ
يَرَونَ المَوتَ في عَيشِ المُضيمِ
تَخافَقَتِ البُروقُ عَلى الغَميمِ
شِفاؤُكِ يا مُقَيلَةُ أَن تَشيمِ
مُخَيَّم جيرَةٍ شُمٍّ كِرامٍ
طَهارى أَوجُهٍ بيضٍ وَخيمِ
أَعِزّاءُ القَنا حَيٌّ لَقاحٌ
يَرَونَ المَوتَ في عَيشِ المُضيمِ
أَثارَ الهَوى سَجعُ الحَمامِ المُغَرِّدِ
وَأَرَّقَني الطَيفُ الَّذي لَم أُطَرِّدِ
وَمَسرى نَسيمٍ مِن أُكَينافِ حائِلٍ
وَبَرقٍ سَقى هاميهِ بُرقَةَ ثَهمَدِ
وَذِكرُ الَّتي في القَلبِ خَيَّمَ حُبُّها
وَأَلبَسَني قَهراً غُلالَةَ مُكمِدِ
دَعِ العيسَ وَالبَيداءَ تَذرَعُها شَطحا
وَسِمها بُحورَ الآلِ تَسبَحُها سَبحا
وَلا تَرعَها إِلّا الذَميلَ فَطالَما
رَعَت ناضِرَ القَيصومِ وَالشيحَ وَالطَلحا
وَلا تُصغِ لِلنّاهِينَ فيما نَوَيتَهُ
وَخَف حَيثُ يُخفي الغِشَّ مَن يُظهِرُ النُّصحا
غَرامٌ سَقى قَلبي مُدامَتَهُ صِرفا
وَلمّا يُقم لِلعَذلِ عَدلاً وَلا صَرفا
قَضى فيهِ قاضي الحُبِّ بِالهَجرِ مُذ غَدا
مَريضاً بِداءٍ لا يُطَبُّ وَلا يُشفى
نَهارِيَّ نَهرٌ بَينَ جَفنَيَّ وَالكَرى
وَلَيلِيَّ بَحرٌ مُرسَلٌ دونَهُ سَجفا
سَقى دِمَنَ الحَيِّ الحَيا المُتَفائِضُ
وَفي وَجهِهِ بَرقٌ مِنَ البِشرِ وامِضُ
يَصُبُّ عَلَيهِنَّ المِياهَ كَأَنَّهُ
لِما دَنَّسَ العَصرانِ مِنهُنَّ راحِضُ
مَعاهِدُ آرامِ الأَنيسِ فَأَصبَحَت
وَفيها لِآرامِ الفَضاءِ مَرابِضُ
هُوَ المَوتُ عَضبٌ لا تَخونُ مَضارِبُه
وَحَوضٌ زُعاقٌ كُلُّ مَن عاشَ شارِبُه
وَما الناسُ إِلّا وارِدوهُ فَسابِقٌ
إِلَيهِ وَمَسبوقٌ تَخِبُّ نَجائِبُه
يُحِبُّ الفَتى إِدراكَ ما هُوَ راغِبٌ
وَيُدرِكُهُ لابُدَّ ما هُوَ راهِبُه
هُوَ الأَجَلُ المَوقوتُ لا يَتَخَلَّفُ
وَلَيسَ يُرَدُّ الفائِتُ المُتَأَسِّفُ
رَضينا قَضاءَ اللَهِ جَلَّ جَلالُهُ
وَإِن ضَلَّ فيهِ الجاهِلُ المُتَعَسِّفُ
هُوَ الحَقُّ يَجزينا ثَوابَ صَنيعِهِ
وَنُنفِقُ مِن خَيراتِهِ وَهوَ يُخلِفُ
حَمِدنا اللَهَ ذا العَرشِ المَجيدِ
عَلى الإِنعامِ وَالشَرَفِ الفَريدِ
هُوَ الكَورِيُّ باني العِزِّ وَالمج
دِ لِلإِسلامِ وَالشَرَفِ العَتيدِ
بِنَصرِ المُؤمِنينَ أَتاهُ نَصرٌ
وَأَسرارُ الجَداوِلِ وَالسُعودِ
أَحداجُ تِلكَ الجِمالِ
مَشحونَةٌ بِالجَمالِ
زالَت عَلَيها شُموسٌ
فاقَت شُموسَ الزَوالِ
ما غابَ مُذ غِبنَ عَنّا
سُهدُ اللَيالي الطِوالِ
أَتيجِرتُ هَذا النّيلُ بِاللَهِ خَبِّري
بِجودِ غَمامٍ أَم بِجودِ يَدي مِسكا
هُما يَقذِفانِ النوقَ قَبلَ سُؤالِهِ
وَالأَبحُرُ بَعدَ الغَوصِ إِعطاؤُها السَمكا
وَما مِسكَ إِلّا جَنَّةٌ دُنيَوِيَّةٌ
بِهِ أَضحَكَ اللَهُ الوَرى وَبِهِ أَبكى