خذها إليك وإنها لنضيرة
خُذها إِلَيكَ وَإِنَّها لَنَضيرَةٌ
طَرَأَت عَلَيكَ قَليلَةَ النُظَراءِ
حَمَلَت وَحَسبُكَ بَهجَةٌ مِن نَفحَةٍ
عَبَقَ العَروسِ وَخَجلَةَ العَذراءِ
مِن كُلِّ وارِسَةِ القَميصِ كَأَنَّما
نَشَأَت تُعَلُّ بِريقَةِ الصَفراءِ
خُذها إِلَيكَ وَإِنَّها لَنَضيرَةٌ
طَرَأَت عَلَيكَ قَليلَةَ النُظَراءِ
حَمَلَت وَحَسبُكَ بَهجَةٌ مِن نَفحَةٍ
عَبَقَ العَروسِ وَخَجلَةَ العَذراءِ
مِن كُلِّ وارِسَةِ القَميصِ كَأَنَّما
نَشَأَت تُعَلُّ بِريقَةِ الصَفراءِ
وَمَجَرِّ ذَيلِ غَمامَةٍ قَد نَمَّقَت
وَشِيَ الرَبيعِ بِهِ يَدُ الأَنواءِ
أَلقَيتُ أَرحَلُنا هُناكَ بِقُبَّةٍ
مَضروبَةٍ مِن سَرحَةٍ غَنّاءِ
وَقَسَمتُ طَرفَ العَينِ بَينَ رَباوَةٍ
مُخضَرَّةٍ وَقَرارَةٍ زَرقاءِ
وَرِداءِ لَيلٍ باتَ فيهِ مُعانِقي
طَيفٌ أَلَمَّ لِظَبيَةِ الوَعساءِ
فَجَمَعتُ بَينَ رُضابِهِ وَشَرابِهِ
وَشَرِبتُ مِن ريقٍ وَمِن صَهباءِ
وَلَثَمتُ في ظَلماءِ لَيلَةِ وَفرَةٍ
شَفَقاً هُناكَ لِوَجنَةٍ حَمراءِ
وَمُرَقرَقِ الإِفرِندِ أَبرَقَ بَهجَةً
وَدَجا فَأَطلَعَ في الظَلامِ ضِياءَ
كَسَفَت بِهِ لِلشَمسِ حَسَناً آيَةٌ
تَستَوقِفُ الرائي لَها حِرباءَ
وَتَخَتَّمَت مِن فَصِّهِ بِغَمامَةٍ
كَفٌّ تَكونُ عَلى السَماحِ سَماءَ
لِلَّهِ نَهرٌ سالَ في بَطحاءِ
أَشهى وُروداً مِن لِمى الحَسناءِ
مُتَعَطِّفٌ مِثلَ السِوارِ كَأَنَّهُ
وَالزَهرُ يَكنُفُهُ مَجَرُّ سَماءِ
قَد رَقَّ حَتّى ظُنَّ قُرصاً مُفرَغاً
مِن فَضَّةٍ في بُردَةٍ خَضراءِ
أَلا ياحَبَّذا ضَحِكُ الحُمَيّا
بِحانَتِها وَقَد عَبَسَ المَساءُ
وَأَدهَمَ مِن جِيادِ الماءِ مُهرٍ
تَنازَعُ جُلَّهُ ريحٌ رَخاءُ
إِذا بَدَتِ الكَواكِبُ فيهِ غَرقى
رَأَيتَ الأَرضَ تَحسُدُها السَماءُ
وَأَسوَدٍ عَنَّ لَنا سابِحٍ
في لُجَّةٍ تَطفَحُ بَيضاءِ
وَإِنَّما جالَ بِها ناظِرٌ
في مُقلَةٍ تَنظُرُ زَرقاءِ
نَبِّه وَليدَكَ مِن صِباهُ بِزَجرَةٍ
فَلَرُبَّما أَغفى هُناكَ ذَكاؤُهُ
وَاِنهَرهُ حَتّى تَستَهِلَّ دُموعُهُ
في وَجنَتَيهِ وَتَلتَظي أَحشاؤُهُ
فَالسَيفِ لا تَذكو بِكَفِّكَ نارُهُ
حَتّى يَسيلَ بِصَفحَتَيهِ ماؤُهُ
يانَشرَ عَرفِ الرَوضَةِ الغَنّاءِ
وَنَسيمَ ظِلِّ السَرحَةِ العَيناءِ
هَذا يَهُبُّ مَعَ الأَصيلِ عَنِ الرُبى
أَرَجاً وَذَلِكَ عَن غَديرِ الماءِ
عوجاً عَلى قاضي القُضاةِ غُدَيَّةً
في وَشيِ زَهرٍ أَو حِلى أَنداءِ
أَلا قُل لِلمَريضِ القَلبِ مَهلاً
فَإِنَّ السَيفَ قَد ضَمِنَ الشِفاءَ
وَلَم أَرَ كَالنِفاقِ شَكاةَ غِرٍّ
وَلا كَدَمِ الوَريدِ لَهُ دَواءَ
وَقَد دَمّى النَجيعُ هُناكَ أَرضاً
وَقَد شَمَلَ العَجاجُ بِهِ سَماءَ