محض الإباء وسؤدد الآباء
مَحضُ الإِباءِ وَسُؤدُدُ الآباءِ
جَعَلاكَ مُنفَرِداً عَنِ الأَكفاءِ
وَلَقَد جَمَعتَ حَمِيَّةً وَتَقِيَّةً
ثَنَتا إِلَيكَ عِنانَ كُلِّ ثَناءِ
يا مَن إِذا أَجرى الأَنامُ حَديثَهُ
وَصَلوا ثَناءً طَيِّباً بِدُعاءِ
مَحضُ الإِباءِ وَسُؤدُدُ الآباءِ
جَعَلاكَ مُنفَرِداً عَنِ الأَكفاءِ
وَلَقَد جَمَعتَ حَمِيَّةً وَتَقِيَّةً
ثَنَتا إِلَيكَ عِنانَ كُلِّ ثَناءِ
يا مَن إِذا أَجرى الأَنامُ حَديثَهُ
وَصَلوا ثَناءً طَيِّباً بِدُعاءِ
عاذَ بِالصَفحِ مَن أَحَبَّ البَقاءَ
وَاِحتَمى جاعِلُ الخُضوعِ وِقاءَ
فَلتَنَم أُمَّةُ المَسيحِ طَويلاً
كَفَّ مَن يَمنَعُ العِدى الإِغفاءَ
مَلِكٌ يَطلُبُ المُلوكُ رِضاهُ
مِثلَما يَطلَبُ العَليلُ الشِفاءَ
لَكُم أَن تَجوروا مُعرِضينَ وَتَغضَبوا
وَعادَتُكُم أَن تَزهَدوا حينَ نَرغَبُ
جَنَيتُم عَلَينا وَاِعتَذَرنا إِلَيكُمُ
وَلَولا الهَوى لَم يُسأَلِ الصَفحَ مُذنِبُ
وَمَوَّهتُمُ يَومَ الفِراقِ بِأَدمُعٍ
تُخَبِّرُ عَن صِدقِ الوِدادِ فَتَكذِبُ
بَقَيتَ وَلا عَزَّت عَلَيكَ المَطالِبُ
فَإِنّا بِخَيرٍ ما عَدَتكَ النَوائِبُ
لَقَد كَذَبَت مُذ ذُدتَ عَنّا ظُنونُها
فَلا صَدَقَت تِلكَ الظُنونُ الكَواذِبُ
وَلا بَرِحَت تُثنى عَلى الدَهرِ أُمَّةٌ
نُفوسُهمُ مِن بَعضِ ما أَنتَ واهِبُ
أَمّا الفِراقُ فَقَد عاصَيتُهُ فَأَبى
وَطالَتِ الحَربُ إِلّا أَنَّهُ غَلَبا
أَرانِيَ البَينُ لَمّا حُمَّ عَن قَدَرٍ
وَداعُنا كُلَّ جِدٍّ قَبلُهُ لَعِبا
أَشكو إِلى اللَهِ فَقدَ السَيفِ مُنصَلِتاً
وَاللَيثِ مُهتَصِراً وَالغَيثِ مُنسَكِبا
هَل لِلخَليطِ المُستَقِلِّ إِيابُ
أَم هَل لِأَيّامٍ مَضَت أَعقابُ
سَرَتِ النَوائِبُ عَنكَ رَونَقَ مَن سَرى
وَاِستَحقَبَت لَذّاتِكَ الأَحقابُ
ما بالُ طَيفِ المالِكيَّةِ مُعرِضاً
وَلَقَد عَهِدنا طَيفَها يَنتابُ
بِكَ اِقتَضى الدينُ دَيناً كانَ قَد وَجَبا
وَأَنجَزَ اللَهُ وَعداً كانَ مُرتَقَبا
فَعاوَدَ الجَدبُ خِصباً وَالمُباحُ حِمىً
وَالأَمنُ مُستَوطِناً وَالخَوفُ مُغتَرِبا
أَنارَ رَأيُكَ وَالأَيّامُ داجِيَةٌ
فَأَشرَقَت وَجَلا تَأثيرُكَ الكُرَبا
لا زِلتَ تَعلو وَإِن حُسّادُكَ إِكتَأَبوا
أَو يَبلُغَ الحَظَّ ما يقَضي بِهِ الحَسَبُ
وَإِن يَكُن ما بَلَغتَ اليَومَ مُذهِلَهُم
فَإِنَّهُ دونَ ما تَرجو وَتَرتَقِبُ
تُعلي المَنازِلُ قَوماً قَبلَها خَمَلوا
وَأَنتَ مَن لَم تَزَل تَعلو بِهِ الرُتَبُ
سَلِ المَقاديرَ ما أَحبَبتَهُ تُجِبِ
فَما لَها غَيرُ ما تَهواهُ مِن أَرَبِ
وَاِطلُب بِهَذي الظُبى ما عَزَّ مَطلَبُهُ
فَما عَلى الأَرضِ مَن يَثنيكَ عَن طَلَبِ
وَكَيفَ تَعصي مُلوكُ الأَرضِ ذا هِمَمٍ
تَجوزُ أَحكامُهُ في السَبعَةِ الشُهُبِ
حَمى النَومَ أَجفانَ صَبٍّ وَصِب
غُرابٌ عَلى غُصُنٍ مِن غَرَب
وَأَغرى الفُؤادَ بِأَشواقِهِ
وَقَد كانَ أُعتِبَ لَمّا عَتَب
فَلَو كانَ يَدري غُرابُ النَوى
بِما جَرَّ تَنعابُهُ ما نَعَب