حملتني وأخي تباريح البلا
حمَّلتني وأخي تباريحَ البلا
وتركتنا ضدينِ مختلفينِ
يا حيَّ عالمِ عصرِنا وزمانِنا
ألكَ التصرفُ في دمِ الأخوينِ
حمَّلتني وأخي تباريحَ البلا
وتركتنا ضدينِ مختلفينِ
يا حيَّ عالمِ عصرِنا وزمانِنا
ألكَ التصرفُ في دمِ الأخوينِ
قدْ كانَ كلٌّ منهما
يرجو شِفا أضغانِهِ
فصارَ كلُّ واحدٍ
مشتغِلاً بشانِهِ
منْ هوَ فخرُ الدينِ عثمانُ في
مراحمِ اللهِ وإحسانِهِ
ماتَ غريباً خائفاً نازحاً
عنْ أنسِ أهليهِ وأوطانِهِ
وبعضُ هذي فيهِ ما يرتجى
لهُ بهِ رحمةُ دَيَّانِهِ
فديْتُ أمرأً قدْ راقبَ اللهَ ربَّهُ
وأفسدَ دنياهُ لإصلاحِ دينِهِ
وعزلُ الفتى في اللهِ أكبرُ منصبٍ
يقيهِ الذي يخشى بحسن يقينهِ
لُقِّيتِ خبراً يا نوى
وحُرستِ منْ ألمِ النوى
فلقدْ نشابكِ زاهدٌ
في العلمِ أخلصَ ما نوى
وعلى عداهُ فضلُهُ
فضلُ الحبوبِ على النوى
إنْ رمتَ تذكرُ في زمانِكَ عالياً
متواضِعاً فابدأ بذكر القونوي
وَلِيَ القضاءَ وصارَ شيخَ شيوخِهِمْ
والقلبُ منهُ على التصوفِ منطوِ
زادوهُ تعظيماً فزادَ تواضعاً
اللهُ أكبرُ هكذا البشرُ السوي
باسمِ إلهِ الخلْقِ هذا ما اشترى
محمدٌ بنُ يونسَ بن سُنْقُرا
مِنْ مالكِ بنِ أحمدَ بنِ الأزرقِ
كلاهُما قدْ عُرفا مِنْ جلِّق
فباعَهُ قطعةَ أرضٍ واقعهْ
بكورةِ الغوطةِ وهْيَ جامعَهْ
عجبَ الأنامُ لطولِ همةِ ماجدٍ
أوفى بهِ قِصَرٌ على أترابِهِ
سهمُ الفتى أمضى مدى مِنْ سيفِهِ
والرمحِ يومَ طعانِهِ وضرابِهِ
وما كانَ ظني أنْ يكونَ الفتى كذا
ذكاءً ولكنْ مَنْ يودُّكَ مقبلُ
وما حدباتُ الأذكياءِ نقيصةٌ
عليهم ولكنْ تلكَ للعلمِ أحملُ
فدمْ في أمانِ اللهِ فضلُكَ وافرٌ
وعرضُكَ موفورٌ وذكرُكَ أوَّلُ
وورديةِ النفْحِ أرسلتُها
تَؤُمُّ ربوعَكَ نِعْمَ الربوعُ
ووطنْتُ نفسي على أنها
تضيعُ لتقصيرِها أو تضوعُ