لله ليلتنا التي استجدى بها
لله ليلتنا التي استجدى بها
فَلَقُ الصباحِ لسدفةِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ
من فتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
إن حُوربوا فَزِعوا إلى بيضِ الظُّبا
أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
لله ليلتنا التي استجدى بها
فَلَقُ الصباحِ لسدفةِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ
من فتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
إن حُوربوا فَزِعوا إلى بيضِ الظُّبا
أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
خُذ حديثَ الشوق عن نَفَسي
وعن الدمعِ الذي همعا
ما ترى شوقي قد اتَّقدا
وهمى بالدمعِ واطَّردا
واغتدى قلبي عليكَ سدى
آه من ماءٍ ومن قبسِ
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ
بَينَ اللَواعِجِ وَجدُهُ يَتَوَقَّدُ
فَتبَسُّمُ الأَنوارِ عِندَ بُكائِها
قَد دَلَّ أَنّ بُكاءَهُنَّ تَعَمُّدُ
يا لائِمِيَّ وَقَد سَفَحتُ مَدامِعي
لَمّا خَلا بِالسَفحِ مِنها مَعهَدُ
هُوَ البينُ لا تَعصِي الدُمُوعُ لَهُ أَمرا
فَعُذراً إِلى العُذّال في فَيضِها عُذرا
وَتعساً لأحداثِ الليالي فَإِنَّها
مَسالِمَةٌ يَوماً وَحارِبَةٌ دَهرا
فِراقُكَ عَبدَ اللَهِ لَم يَدَعِ الهَوى
عَلى حالِهِ أَو يُجمَعَ الماءُ وَالجَمرا
وَما أَنَسَ لا أَنسَ اِزدِياري بِلَيلَةٍ
طَرَقتُ بِها الذَلفاءَ دُونَ رَقِيبِ
دَعَوتُ وَراء السِجفِ مِنها جِدايَةً
مَرابُعها في أَضلُعٍ وَقُلُوبِ
تُمَسِّحُ عَن أَجفانِها سِنَةَ الكَرى
بِراحَةِ فِضِّيّ البَنانِ خَضِيبِ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ
وَاهتَزّ أَملُودُ النَقا في بُردِهِ
فَأَتى بَرَوضِ الحُسنِ أَخضَرَ يانِعاً
غَضَّ الجَنى مِن وَجنَتَيهِ وَقَدِّهِ
فَليَبخَلِ الرَوضُ الأَنيقُ بَزَهرِهِ
خَدّاهُ أَحسَنُ بَهجَةً مِن وَردِهِ
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى
سُبحانَ مَن في خَلَدِي خَلّدَك
لَم يُعطَ ما أَعطِيتَ خَلقاً وَلا
أَفرَدَهُ اللَهُ بِما أَفرَدَك
لَو قُلتَ لِلبَدرِ أَلَستَ الَّذي
فُقتُكَ في الحُسنِ لَما فَنّدك
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ
وَخاضَت جُفونَ اللَيلِ إِغفاءَةُ الفَجرِ
وَهَزَّ هُبوبُ الريح عِطفَ أَراكَةٍ
فَمالَت كَما مالَ النَزيفُ مَع السكرِ
عَلى مَن إِذا وَدّعتُهُ أَودَع الحَشى
لَهيباً تَلَظّى في الجَوانِحِ وَالصَدرِ
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا
يقصِّرُ عن مدائِحِهِ البليغ
نُسمِّيهِ بيحيى وهو ميتٌ
كما أنَّ السليمَ هو اللديغ
يعافُ الوِرْدَ إن ظمئتْ حشاه
وفي مال اليتيمِ له ولوغ
قاض يجورُ على الضعيف وربما
لقي القويَّ بمثلِ حلم الأحنفِ
لعبت بطلعته الرُّشا لعب الرَّشا
بفؤادِ خفَّاقِ الجوانحِ مُدنف