ألم تر لابن بلبل إذ حماني
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني
مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني
مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
أُحبُّ المِهْرَجانَ لأنَّ فيهِ
سروراً للملوكِ ذوي السَناءِ
وباباً للمصير إلى أوانٍ
تُفتَّح فيه أبوابُ السماءِ
أُشبِّههُ إذا أَفضَى حميداً
بإفضاءِ المَصيفِ إلى الشتاءِ
لولا فواكهُ أَيلولٍ إذا اجتمعتْ
من كل نوعٍ ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاَ لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملتْ
عليَّ هائلةُ الجالَيْن غبراءُ
يا حَبَّذَا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ
فيه مَضاجِعُنا والريحُ سَجْواءُ
يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ
تأتَّى لهم قبلَ العَشاءِ غَداءُ
وأما عليُّ ذو العلا فلأنهُ
أطاعَ له الإطعامُ كيف يشاءُ
وما فاته في الصومِ فِطْرٌ لأنهٌ
مُدارِسُ علمٍ والدِّارسُ غذاءُ
وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى
قد هام وجْداً باكْتراثِي له
وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى
إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً
تُوهِمني البلوى به بلوى
لم يَلهُ في المِهْرجانِ أَوْلَى
باللهوِ فيه من ابن يحيى
لأنه شابَهُ بجودٍ
أحيا به الناسَ كلَّ مَحْيا
جدَّدَ عهدَ النبيِّ بِرٌّ
من ابنِ يحيى وفَضْلُ تقوى
أحمدُ اللَّه نيةً وثناءَ
غُدوةً بل عَشيَّةً بل مساءَ
بلْ جميعاً وبين ذلك حمداً
أبديّاً يُطبِّقُ الآناءَ
حَمْدَ مُستعظمٍ جلالاً عظيماً
من مَليكٍ وشاكرٍ آلاءَ
ليس حمدُ الجفون في مَرْيها النوْ
مَ ولا نَفيِها أَذى الأَقذاءِ
إنما حمدُها إذا هي حالتْ
بين طرفِ العيونِ والبُغَضاءِ
المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ
في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ
كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا
خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ
والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ
كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ
يا أخي أين رَيْعُ ذاك اللِّقاءِ
أين ما كان بيننا من صفاءِ
أين مصداقُ شاهدٍ كان يحكي
أنك المخلصُ الصحيحُ الإخاءِ
شاهدٌ ما رأيت فعلك إلا
غير ما شاهدٍ له بالذكاءِ