أما وجفونك المرضى الصحاح
أَما وَجُفونَكَ المَرضى الصِحاحِ
وَسَكرَة مقلتيكَ وَأَنتَ صاحِ
وَما في فيكَ من بَرَدٍ وَشُهد
وَفي خَديك مِن وَردٍ وَراحِ
لَقَد أَصبَحتُ في العُشّاقِ فَرداً
كَماأَصبحتَ فَرداً في المِلاحِ
أَما وَجُفونَكَ المَرضى الصِحاحِ
وَسَكرَة مقلتيكَ وَأَنتَ صاحِ
وَما في فيكَ من بَرَدٍ وَشُهد
وَفي خَديك مِن وَردٍ وَراحِ
لَقَد أَصبَحتُ في العُشّاقِ فَرداً
كَماأَصبحتَ فَرداً في المِلاحِ
أَفي كُلِّ يَومٍ فُرقَةٌ وَنُزوحُ
وَوَجدٌ لِماءِ المُقلَتَينِ نَزوحُ
إِذا قُلت قَد أَضحت طَريحاً عَصى النَوى
تَصَدَّت نَوى تُنضي المَطيَ طُروحُ
فَيا عَجَباً جِسمي المُقيمُ معذَّب
وَقَلبي الَّذي في الظاعِنين قَريحُ
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى
إِلّا ليطرُقَه الخَيالُ إِذا سَرى
كَلِفٌ بِقُربكَمُ فَلمّا عاقَهُ
بُعدُ المَدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا
وَإِذا تَصوَّرَ أَن يُصورك الكَرى
فَمِن الظَلالِ لمقلَةٍ أَن تَسهَرا
أَبى جَلَدٌ أَن أَحمِلَ البَينَ وَالقلى
فَكَيفَ جمعتَ الصَدَّ لي وَالتَرحلا
وَميَّلكَ الواشي إِلى الصَدِّ وَالنَوى
وَلا عَجَبٌ لِلغُصنِ أَن يَتَميَّلا
وَما كانَ لي ذَنبٌ يُقال وَإِنَّما
رآكَ سَميعاً قابِلاً فَتَقوّلا
أَعَلِمتَ بَعدَكَ وَقفَتي بالأَجرَعِ
وَرِضى طلولِكَ عَن دُموعي الهُمَّعِ
مَطَرت غَضاً في منزليكَ فَذاوياً
في أَربُعٍ وَمؤَجَّجاً في أَضلعِ
لَم يَثنِ غَربَ الدَمعِ ليلة غَرَّبَت
وَلَعُ العَذولِ بفرطِ عَذلِ المولَع
ظُبى المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذُبُلِ
ضَوامِنٌ لَكَ ما حازوهُ مِن نَفَلِ
وَكافِلٌ لَكَ كافٍ ما تُحاوِلُهُ
عِزٌّ وَعَزمٌ وَبأسٌ غير مُنتَحلِ
وَما يَعيبُكَ ما نالوهُ مِن سَلَبٍ
بالخَتلِ قَد توتَر الآسادُ بالحيَلِ
وَعَد الخَيالُ بأنّا جيرةُ العامِ
حَقٌّ كَما قالَ أَم أَضغاث أَحلامِ
سَرى يُصانِعُ جَرَساً مِن خَلاخِلهِ
إِذا مَشى وَيُداري عَرفَ أَكمامِ
وَالشَذا جِنحُ الظَلام بِهِ
تَصريحُ واشٍ وَتَعريضاتُ نَمّامِ
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ
وَسِقامُ جِسم أَم سِقامُ جُفونِ
يا ظَبيَةَ الحَرمِ البَخيلة ما أَرى
ذاتَ التَكرُّم عَنكم تُسليني
حتّامَ يَسفحُ كُلُّ سَفحٍ مَدمَعي
والامَ لا تُقضى لديك دُيوني
فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى
وَلا ليَ صَبرٌ مُنجِدٌ فأخونُها
نَحيلَةُ جَفنِ العينِ مِن غيرِ عِلَّة
كَذاكَ سُيوفُ الهندِ تَبلى جُفونُها
أَرى سودَها أَمضى وأفتك في الحَشا
فَما بالُ أَنقاها بَياضاً ثَمينُها
عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري
واِسئلاهُ عَساهُ يَرحَم ضُرّي
والطفا ما قَدرتُما في حَديثي
واِحرِصا أَن تُغنياه بِشِعري
واذكُراني فان بَدا لَكمامنه
نُفورٌ فأجريا غَيرَ ذِكري