ويح ابن آدم غرته سلامته
ويح ابن آدم غرّتهُ سلامَتُه
فبات يغرى بإعراس وتعريس
كأنّ رحلته يوما ومأتمَهُ
لا يأتيان بتوريد وتوريس
يبلى بكرّ الجديدين القشيب كما
ينهَدُّ ما كان مرصوصا بتأسيس
ويح ابن آدم غرّتهُ سلامَتُه
فبات يغرى بإعراس وتعريس
كأنّ رحلته يوما ومأتمَهُ
لا يأتيان بتوريد وتوريس
يبلى بكرّ الجديدين القشيب كما
ينهَدُّ ما كان مرصوصا بتأسيس
عجبت لمن يستوثر الفرش مترفا
وللقبر مغداهُ طريحا على النعش
من دار البوار سلامةً
وحيّيتها الرقشاء قاتلَةُ النهش
ولو فكّر المغرور في بطشة الردى
لكفّ يدا معتادة العدو والبطش
أفّ لدنيا لم يزل أبناؤُها
يتقاتلون على جناها التافهِ
سفهوا نفوسهُم عليها ضلّةً
فجميعهُم من سافةٍ ومسافِهِ
كلّ على أعراضِها متهالكٌ
إن لم يشافَه بالقبيح يُشافه
يا لاهياً عن رشده ساهياً
حتى متى الغفلةُ والسهو
أراك لهن الشيب حدّ الردى
وشيمتاكَ الهزل واللهو
لو راعك القبر وظلماؤهُ
ما راقك البيت ولا البهو
تقوى على الإم والأوزار تحملُها
ولست تقوى على تقواك محتمَلا
وكم توَغّلتَ في الإعجاب مشتملا
بالجهل والحلم أسنى منه مشتمَلا
من شاء في غدهِ ممّا جنى سلماً
فلا يعف لابساً في يومه سملا
نصحتُكَ لا تبع رشداً بغيّ
وبع طلب الرضى بالرشد غيّا
وليّ الشيب بالإقلاع ظلمٌ
فكم ذا تتبعُ التسويف ليّا
ألم تر ما يسوم الناس نشراً
من الآمال كيف يغالُ طيّا
يا من يغَرُّ بمضمحِلّات المنى
حتّام نلعب ذاهلاً وتخوض
لا تكذبنّ فكلّ ما تبدي وما
تخفي إذا عرض الورى معروض
ولرب مقبول المساعي في الدنا
مسعاه يوم حسابه مرفوض
إيّاك والاسفاف للأطماع
قناعةُ المرء من الإقناع
في ما ادّعى من كرم الطّباع
وعاف من بذلة الانتجاع
تاللّه ما الإصرار كالإقلاع
انخفض الوهد عن اليفاع
أملُ الفتى وردُ الزلال السائغُ
هلّا تفكّرَ في أفول البازغ
لو كان ينصف لم ينازع أنّه
للعيّ والإجبال فكر النابغ
يا من يزيغ ولا يزين خلاله
بالرشد ليس المستقيم بزائغِ
بشّر بأمن اللّه من خافا
وحذّر الأخذةَ من حافا
حسبك من كل الورى واحدٌ
يوليك إن صافاك إنصافا
لا خير في الإسراف إلّا إذا
لم تعتقد في الخير إسرافا