إجرح القلب واسق شعرك منه
إِجرَحِ القَلبَ واسقِ شِعرَك مِنهُ
فَدَمُ القَلبِ خَمرَةُ الأَقلامِ
مَصدَرُ الصَدقِ في الشُعور هوَ القَلبُ
وفي القَلبِ مَهبَطُ الإِلهامِ
وَإِذا أَنتَ لَم تُعَذَّب وَتَغمِس
قَلَماً في قُرارَةِ الآلامِ
إِجرَحِ القَلبَ واسقِ شِعرَك مِنهُ
فَدَمُ القَلبِ خَمرَةُ الأَقلامِ
مَصدَرُ الصَدقِ في الشُعور هوَ القَلبُ
وفي القَلبِ مَهبَطُ الإِلهامِ
وَإِذا أَنتَ لَم تُعَذَّب وَتَغمِس
قَلَماً في قُرارَةِ الآلامِ
هذي الرَوائِعُ مِن ذاكَ اللَظى خُلُقُ
ما أَضعَفَ السَيفَ حينَ الخُلُقُ يُمتَشَقُ
ما في الحَديدِ وَلا في النارِ مُنتَصِرٌ
كِلاهُما في لَهيبِ الحَقِّ يَحتَرِقُ
أَللَهُ أَكبَرُ في الفِكرِ مِن شُعَلٍ
حَذارِ في ظُلمِهِ أَن يَبرُقَ الحَدَقُ
في لَيلَةٍ حالِكَةٍ كَالهُمومِ
هابِطَةٍ الجَوِّ بِثِقلِ الغُيوم
كَأَنَّها قد حُبِلَت بِالرُجوم
كانَ الفَتى الشاعِرُ مخدِعِه
يَبكي فَيَجري القَلبُ في أَدمُعِه
شِعراً يَعيهِ الحُزنُ في مَسمَعِه
بَلَدٌ في مَجاهِلِ الأَبعادِ
ماتَ فيهِ فَتى الزَمَن
فَاِمتَطي الريحَ يا طُيورَ بِلادي
وَاِحمِليهِ إِلى الوَطَن
عَشِقَ المَجدَ مُنذُ سُحرَةِ عُمرِه
فَغَزا سِرَّهُ بِأَسرارِ شِعرِه
مَضَت أَشهُرٌ نُذِرَت لِلمَطَر
وأظلم فيها المسا وَالسَحَر
وَأَقبَلَ نُوّارُ عُرسُ الطَبيعَةِ
يَضحَكُ في وَرَقاتٍ الشَجَر
يُدَغدِغُ بِالطَلِّ عُشبَ الحُقولِ
وَيطبع أَلوانه في الزَهَر
وَأَهوى عَلى صَدرِها باكِياً
وَأَهوَت عَلى رَأسِهِ باكِيَه
وَما هِيَ إِلّا دَقايِقُ حَتّى
تَلاشَت رُؤى نَفسِها الدامِيَه
فَأَدنَت إِلى ثَغرِهِ ثَغرَها
عَلى مَشهَدٍ من تُقى الرابِيَه
أَشِعَّةٌ من مُقلَتَيكَ مُلهِبَه
يا أَلَمي تَجعَلُ نَفسي طَرِبَه
أَشرِق عَلى قَلبي بِهيّاً نيِّرا
فَيورِقَ الشَوكُ بِهِ وَيُزهِرا
يا هَيكَلا كُهّانُهُ القلوبُ
بَخورُهُ الأَدمُعُ وَالشُحوبُ
أَعشُقُ الصَدقَ لا أَقولُ سِوى الحَ
قّ وَلَو جارَ في الحَياةِ عَلَيّا
في فُؤادي القَوِيِّ روحُ إِلهٍ
وَلَوَ أَنّي وُلِدتُ مِن أَبَوَيّا
فَالسَماءُ الَّتي أَنارَت شَبابي
وَضَعَت مُهجَتي عَلى شَفَتَيّا
كانَ ما كان
في رُبى لُبنان
شاحِبٌ كَالطَيف
أَهيَفٌ أَسمَر
ضامِرٌ كَالسَيف
أَو أَضمَر
حَرَمُ الجَمالِ عَلى سَريرِكِ يَحلُمُ
وَعَلَيكِ مِن سورِ الهَوى مُتَرَدَّمُ
وَالشَمسُ تِبرٌ في أَديمِكِ كُلَّما
شَبَّ النَهارُ نَما وَأَينَعَ مَوسِمُ
لُبنانُ يا ريفَ السَماءِ وَثَغرَها
في كُلِّ شِبرٍ مِن تُرابِكَ مُلهَمُ