نحن لا نكذب ولكن نتجمّل
نحن إنْ كنّا قد كذبنا فذاك
أنّنا أغوتنا حياةٌ غرورُ
بادأتْنا بالفريةِ يومَ جئنا
وادّعتْ أنّها السماءُ القطورُ
ثمّ قالت تجملّوا وادّعوا كيْ
لا أميلَ عنكم فإنّي قرورُ
نحن إنْ كنّا قد كذبنا فذاك
أنّنا أغوتنا حياةٌ غرورُ
بادأتْنا بالفريةِ يومَ جئنا
وادّعتْ أنّها السماءُ القطورُ
ثمّ قالت تجملّوا وادّعوا كيْ
لا أميلَ عنكم فإنّي قرورُ
ما سدّت الطرقاتُ إنّما فُتحتْ
خلا الطريقَ إلى داري فمنغلقُ
سبعون عاماً بألف كذبةٍ زُرعتْ
ما أثمرتْ غيرَ حبرٍ أرضهُ ورقُ
لا الحربُ شُنّتْ لأجلِ عودةٍ شُطبتْ
ولا الذين ابتغوا سلماً بها نطقوا
أراني دونما الخلقِ مُنِعتُ
من الدّنيا وفي الغيْبِ ظللَتُ
أرى أحوالَها في كلّ وجهٍ
بغى أحداً فخان العُمرَ سبتُ
وأسمعُ صوتَها أنّ ظلومٍ
وشدوَ مُظفَّرٍ عادا فحِرْتُ
أعجِبْ بقافلةٍ ركّابُها الإنسُ
والخيرُ والشرُّ والحياةُ والموتُ
قدْ خُيِّرَ إنسُها في صُحبةِ اثنينِ
وصُحبة اثنينِ منْها ما لهُم فوْتُ
فاسْتمرأَ جُلّهمُ الشرَّ والشرُّ
بابُ الذي سلّمَ بأنّها البيتُ
وأنْعَمَتْ ايادينا
فأقفرتْ أراضينا
وأجْهِدَتْ مواشينا
وصارَ نبْعُنا طِينا
وسُرِّحَتْ خيولٌ كمْ
علتْ بها معالينا
إلى اللهِ إلى اللهِ المفرُّ
فما ظلَّ عليها لا يسرُّ
و أيّامُ المزاميرِ تطولُ
وساعاتُ الأحاديثِ تمرُّ
وأخلاقُ النبيّين تردُّ
ومنهاجُ الشياطين يقرُّ
أُخرجْ الى الناسِ فما عدْت بينهمو
ذاك الذميمَ الذي يُخشى ويُجتنبُ
قد كنتَ فيهِم ضعيفاً منهُ قدْ سلمُوا
والآن أنت العتيُّ السيّدُ الصّخبُ
دعْ عنكَ خوفاً فإنّ القومَ قد فهِموا
قد جاء وقتُك و هيْهاتَ تنغلبُ
تقنّعْ فكيفما تزيّفُ وجْهكَ
القبيح تظلُّ في العيونِ دنيّا
تلوّنْ فكيفما تلوَّنَ جلدُك
فغلُّك بائنٌ وليس خفيّا
ومهما تفنّنتْ بإخفاءِ كنهها
تظلّ الحرابيُّ أقلّ رقيّا
أعاندُ حظّي في الحياة وأعلمُ
بأنّ الحظوظَ كالظّلال تلازمُ
وأرقبُ ساعة الغروبِ وأهربُ
إلى الليلِ علّه من الحظِّ أرحمُ
وأجتنبُ الأقمار والنجم خشيةً
من النّورِ فالظّلالُ فيه تُداهمُ
إلى جنّة الصّبا بغزةَ ميلي
وفي ظلِّ برتقال فاطمَ قيلي
وفي صحنِ دارهِا أسجُدي وأطيلي
وفي مرقديها بالعيونِ أجيلي
ومن خبزِها ائتني ولو بقليلِ
ومن مائِها ولو بكفّكِ كيلي