يا روضة أدب هب
يَا رَوضَةَ أَدَبٍ هَبَّ
نَسِيمُهَا اللَّدن
يَا رَوضَةَ أَدَبٍ هَبَّ
نَسِيمُهَا اللَّدن
بِعِيدِ السُّعُودِ وَخَفقِ البُنُودِ
وَقَودِ الجُنُودِ وَعِزِّ الدُّوَلِ
غُلاَمٌ أَتَاكُم يَشُدُّ عُلاَكُم
بِبِيضِ الصُّفَاحِ وَسُمرِ الأَسَلِ
يَهَشُّ إِلَيهِ سَرِيرُ الأَمِيرِ
وَصَدرُ النَّدِيّ إِذا مَا احتَفَلَ
قَد صَاغَهُ القَينُ مِن دُجَى الغَسَقِ
ذَا حَلَقٍ تَستَدِيرُ فِي حَلَقِ
كَأَنَّهُ الصّلُّ حِينَ أَخصَرَهُ الظِّلُّ
فَخَلاَّهُ خَافِتَ الرَّمَقِ
وَمِن عَجَبٍ أَنِّي إِذَا قُمتُ قَانِتاً
لِرَبِّي أُنَادِي بالصَّلاةِ وأُعلِنُ
يُقَعقِعُ فِي رجِلي الحَديدُ كأَنَّمَا
يُعارِضُ صَوتِي بالأَذَانِ فَيَلحَنُ
فَقُلتُ اعِتبَاراً بَينَ قَيدِي وَمِقوَلِي
أَذلكَ ناقُوسٌ وَهَذَا مُؤَذِّنُ
يَا نَازِحَ الدَّارِ إِنَّ الدَّهرَ ذُو خُلسٍ
والأَمرُ يَحدُثُ بَينَ السَّهوِ والغَلسِ
قَد يَجمَعُ اللهُ بَينَ النَّازِحَينِ مَعاً
مَن بِالحجَازِ بِمَن فِي أَرضِ أَندَلُس
فَدَامَ لَنَا يَحيَى حَيَاةً وَعِصمَةً
وَبَارَكَ رَبِّي فِي حَيَاةِ مُبَارَكِ
فَكَم كَشَفَا مِن كُربةٍ بَعدَ كُربةٍ
تَقُولُ لَهَا النِّيرَانُ كُفِّي أُوَارَاكِ
وَكَم لَبَّيا من دَعوةٍ وَتَدَارَكَا
شَفَا رَمَقٍ مَا كَانَ بِالمُتَدَارَكِ
قُل لِمَن سَالَ عَن شَكَاتِي وَحَالِي
لَستُ أَشكُو غَيرَ الذُّنُوبِ الثِّقَالِ
لَيتَ شِعرِي وَهِيَ الجِبَالُ الرَّواسي
مَن يُجرني مِن صَعقِ هَدِّ الجِبَالِ
وَهيَ دَائي ولَيسَ لِي مِن دَوَاءٍ
غَيرُ صَفحٍ لِذي الرِّضَى والجَلاَلِ
إِذَا وَثِقتُ بِرَبِّي
وَكَانَ باللهِ أُنسِي
فإِنَّ فِي اللهِ حَسبِي
مِن كُلِّ جِنٍّ وإِنسِ
يَا وَيحَ نَفسِي مَاذا قَبلُ قَد كَسبتُ
مِنَ المَآثِمِ فِي بَدوٍ وَفي حَضرِ
وَفِي الظَّلامِ وَسترُ اللَّيل مُنسدِلٌ
وَفي النَّهارِ عَلَى سِترٍ مِنَ البَشرَ
فَحَيثُ مَا كُنتُ مِن رَبعٍ وَمَجهَلةٍ
نَظرتُ مِن فِعِلي الفَحشَاءَ فِي الأَثِر
كُلُّ شَيءٍ إِلَى مَدَى
وَكَذَا الغَيُّ وَالهُدَى
إِن تَرَى اليَومَ ضِيقَةً
سَتَرى فَرجةً غَدَا