أزنبقة السفح ما لي أراك
أَزَنْبَقَةَ السّفْحِ مَا لي أَراكِ
تعَانِقُكِ اللَّوْعَةُ القَاسِيهْ
أَفي قلبِكِ الغَضِّ صوتُ اللَّهيب
يرتِّل أُنْشودَةَ الهاويَهْ
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلُوبِ
أَأَرْشَفَكِ الفَجْرُ كأسَ الأَسى
أَزَنْبَقَةَ السّفْحِ مَا لي أَراكِ
تعَانِقُكِ اللَّوْعَةُ القَاسِيهْ
أَفي قلبِكِ الغَضِّ صوتُ اللَّهيب
يرتِّل أُنْشودَةَ الهاويَهْ
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلُوبِ
أَأَرْشَفَكِ الفَجْرُ كأسَ الأَسى
غَنَّاهُ الأَمْسُ وأَطْرَبَهُ
وشَجَاهُ اليومُ فَما غَدُهُ
قَدْ كانَ لهُ قلبٌ كالطِّفْلِ
يدُ الأَحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كانَ له مَلَكٌ في الكونِ
جَميلُ الطَّلعَةِ يَعْبُدُهُ
يا إلهَ الوُجُودِ هذي جِراحٌ
في فُؤادي تَشْكو إليكَ الدَّواهي
هذهِ زفرةٌ يُصَعِّدها الهمُّ
إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
هذهِ مُهْجَةُ الشَّقاءِ تُناجيكَ
فهلْ أَنْتَ سامعٌ يا إلهي
يا أيها السَّادرُ في غَيِّهِ
يا واقِفاً فَوْقَ حُطَامِ الجِباهْ
مهلاً ففي أَنَّاتِ من دُسْتَهُمْ
صوتٌ رهيبٌ سوفَ يَدْوِي صَدَاهْ
لا تأمَنَنَّ الدَّهْرَ إمَّا غَفَا
في كهفِهِ الدَّاجي وطالتْ رُؤَاهْ
لا يَنْهَضُ الشَّعبُ إلاَّ حينَ يَدْفَعُهُ
عَزْمُ الحَيَاةِ إِذا مَا اسْتَيْقَظَتْ فيهِ
والحَبُّ يخترِقُ الغَبْراءَ مُنْدَفِعاً
إلى السَّماءِ إِذا هَبَّتْ تُناديهِ
والقَيْدُ يأْلَفُهُ الأَمْواتُ مَا لَبِثُوا
أَمَّا الحَيَاةُ فيُبْلِيها وتُبْليهِ
لستَ أَبْكي لعَسْفِ ليلٍ طويلٍ
أَوْ لرَبْعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحَهْ
إنَّما عَبْرَتي لخَطْبِ ثَقيلٍ
قَدْ عَرَانا ولمْ نَجِدْ مَن أَزاحَهْ
كلَّما قامَ في البلادِ خَطيبٌ
مُوقِظٌ شعبَهُ يُريدُ صَلاحَهْ
أَقْبَلَ الصُّبْحُ يُغنِّي
للحياةِ النَّاعِسَهْ
والرُّبى تَحلمُ في ظِلِّ
الغُصونِ المائِسَهْ
والصَّبا تُرْقِصُ أَوراقَ
الزُّهورِ اليابسَهْ
يا لاابْتِسامَةِ قَلْبٍ
مَطْلولَةٍ بدموعِهْ
غاضَتْ فلمْ تُبْقِ إلاَّ
الدُّمُوعَ بَيْنَ صُدُوعِهْ
فَظَلَّ يَهْتُفُ من شَجْ
وِهِ وفَرْطِ ولُوعِهْ
مَا قَدَّْسَ المثلَ الأَعلى وجمَّلَهُ
في أَعيُنِ النَّاسِ إلاَّ أنَّهُ حُلُمُ
ولو مَشَى فيهُمُ حيًّا لحطَّمَهُ
قومٌ وقالوا بخبثٍ إنَّهُ صَنَمُ
ولا يعبدُ النَّاسُ إلاَّ كلَّ منعدمٍ
مُمنَّعٍ ولمنْ حاباهُمُ العَدَمُ
بالأَمسِ قَدْ كانتْ حَياتي
كالسَّماءِ الباسِمَهْ
واليومَ قَدْ أمسَتْ كأَعماقِ
الكُهُوفِ الواجِمَهْ
قَدْ كانَ لي مَا بَيْنَ
أَحلامي الجَميلة جَدْوَلُ