وما كيس في الناس يحمد رأيه
وَمَا كَيِّسٌ في النَّاسِ يُحْمَدُ رَأْيُهُ
فَيُوجَدُ إِلاَّ وَهْوَ في الحُبِّ أَحْمَقُ
وَما مِنْ فَتىً مَا ذاقَ بُؤْسَ مَعيشَةٍ
مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ ذَاقَها حِينَ يَعْشِقُ
وَمَا كَيِّسٌ في النَّاسِ يُحْمَدُ رَأْيُهُ
فَيُوجَدُ إِلاَّ وَهْوَ في الحُبِّ أَحْمَقُ
وَما مِنْ فَتىً مَا ذاقَ بُؤْسَ مَعيشَةٍ
مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ ذَاقَها حِينَ يَعْشِقُ
يَا بَدْرَ لَيْلٍ تَوَسَّطَ الفَلَكا
ذِكْرُكَ في القَلْبِ حَيْثما سَلكا
إِنْ تَكُ عن ناظري نَأَيْتَ فَقَدْ
تَرَكْتَ عَقْلي عَلَيْكَ مُشْتَرَكا
أَسْلَمْتُ عَيْنَيَّ لِلْسُّهادِ كما
أَسْلَمَ جَفْني عليكَ ما مَلَكا
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا
وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا
لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا
لَعَمْري لَئِنَ كَانَتْ نَواكُم تَباعَدَتْ
لِمَا قَرَّ بَيْناً منكمُ الدارُ أَطْولا
فَإِنَ تَنْأَ بِيَ الدَّارُ منكم لَمُبْلِغٌ
إِلَيْنَا وَإِنْ كانَ التَّبَصُّرُ أَجْمَلا
قُلْ لِلْخَليفَةِ يا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ
أَشْكِلْ وَزيرَكَ إِنَّهُ رَكَّالُ
قَدْ أَحْجَمَ المُتَظَلِّمونَ مَخافَةً
مِنْهُ وَقالوا ما نَرومُ مُحالُ
مَا دامَ مُطْلَقَةً عَلَيْنا رِجْلُهُ
أَوْ دَامَ لِلْنَزِقِ الجَهولِ مَقَالُ
أَلَمْ تَعْلمي يا عَمْرَكِ اللهُ أَنَّني
كَريمٌ عَلى حِينِ الكِرامُ قَليلُ
وَإِنِّيَ لا أَخْزى إِذا قيلَ مُقْتِرٌ
جَوادٌ وَأَخْزى أَنْ يُقالَ بَخيلُ
وإِلاَّ يَكُنْ عَظْمي طويلاً فَإِنَّني
لَهُ بِالخِصالِ الصَّالِحاتِ وَصولُ
فَلا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا فَإِنَّما
تُناطُ بِكَ الآمَالُ ما اتَّصَلَ الشُّغْلُ
كَأَنَّه ذئبُ غضىً أَزَلُّ
بَاتَ النَّدى يَضْرِبُهُ وَالطَّلُّ
وَشَاطِرَةٍ لَمَّا رَأَتْني تَنَكَّرَتْ
وَقالَتْ قَبيحٌ أَحْوَلٌ مَا لَهُ جِسْمُ
فَإِنْ تُنْكري مِنِّي احْوِلالاً فَإِنَّني
أَديبٌ أَريبٌ لا عَيِيٌّ وَلا فَدْمٌ
إِذا رَضِيَتْ عَنِّي كِرامُ عَشيرَتي
فَلا زالَ غَضْباناً عَلَيَّ لِئامُها