ما إن رأيت خنازيرا معزية
ما إِن رَأَيتُ خِنازيراً مُعَزِّيَةً
إِلّا ذَكَرتَ بِها ناساً بِحُلوانِ
قَومٌ إِذا حَلَّ ضَيفُ بَينَ أَظهُرِهِم
لَم يَنزِلوهُ وَدَلّوهُ عَلى الخانِ
ما إِن رَأَيتُ خِنازيراً مُعَزِّيَةً
إِلّا ذَكَرتَ بِها ناساً بِحُلوانِ
قَومٌ إِذا حَلَّ ضَيفُ بَينَ أَظهُرِهِم
لَم يَنزِلوهُ وَدَلّوهُ عَلى الخانِ
آوَيتُ دِهليزَكَ مُنذُ أَربَعٍ
وَلَم أَكُن آوي الدَهاليزا
خُبزي مِنَ السوقِ وَمَدحي لَكُم
تِلكَ إِذاً قسمة ضيزى
أنا مِن زُوارِ بَيتي
وَأَنا ضَيفٌ لِنَفسي
أَشتَري في كُلِّ يَومٍ
حِزمَةَ البَقلِ بِفِلسِ
وَإِذا ما ذُقتُ خَلّاً
كانَ مِن أَيّامِ عُرسي
لا يَعرِفُ الشَوقَ إِلّا مَن يُكابِدُه
وَلا الصَبابَةَ إِلّا مَن يُعانيها
الحابِسِ الرَوَثَ في أَعفاجِ بَغلَتِهِ
خَوفاً عَلى الحُبَّ مِن نَقرِ العَصافيرِ
شَرابُكَ في السَحابِ إِذا عَطِشنا
وَخُبزُكَ عِندَ مُنقَطِعِ التُرابِ
ما لي أَراكَ بَخيلاً
أَما تَجودُ بِشَيءِ
أَما مَرَرتَ بِسَلحٍ
لِكَلبِ حاتِمٍ طيءِ
يا مَن يُؤَمَّلُ مَبعَداً
مِن بَينِ أَهلِ زَمانِهِ
الخُبزُ يُبطي حينَ يُدعي بِهِ
كَأَنَّما يُقَدَّمُ مِن قافِ
وَيَمدَحُ المِلحَ لِإِخوانِهِ
يَقولُ هَذا مِلحٌ سيرافِ
يا كاسِراً حَرفَ الرَغيفِ
عَرَضتَ نَفسكَ لِلحُتوفِ
أَو ما عَلِمتَ بِأَن هُوَ
ذَرَةً غَيرَ نَوامِ ضَعيفِ
وَتَراهُ خَوفَ مُطفِّلٍ
لِلبُخلِ يَأكُلُ في الكَنيفِ