خلق الإنسان من حمأ
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ
فإذا حرّكتَهُ نفَحا
وبعيدٌ أن ترى أحداً
بعد أصلِ فاسدٍ صلُحا
والفتى لولا تأدّبُه
كان منسيّاً ومطّرَحا
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ
فإذا حرّكتَهُ نفَحا
وبعيدٌ أن ترى أحداً
بعد أصلِ فاسدٍ صلُحا
والفتى لولا تأدّبُه
كان منسيّاً ومطّرَحا
سنّدوها من القُدودِ رِماحا
وانتضَوْها من الجُفونِ صِفاحا
يا لها حالةً من السِّلْمِ حالَتْ
فاستحالَتْ ولا كِفاحَ كِفاحا
صِحْ إذا درّتْ العيونُ دِماءً
إنّهم أثخنوا القلوبَ جِراحا
يقولُ وأبصرَ حالي الحَسودُ
فأنكرَ منها الذي ينكرُ
ألستَ تقولُ مدحتَ الأجل
شجاعاً وقدّمني عنْبَرُ
فما بالُ عارضِ إحسانِه
على روضِ شعرِك لا يمطرُ
أصابتْ سهامُ البأسِ قلبَ المطامعِ
وصابَتْ بغَيثِ البأس سحبُ الفجائعِ
وما أرْسِلِ الناعي به يوم موتِه
سوى صممٍ أصمى صَميمِ المَسامِعِ
وقد خلّفتْ فينا أياديهِ روضة
سَقاها سحابُ العوجدِ غيث المدامع
لأية حالٍ فيْضُ دمعِكَ هتّانُ
وما هذه نعْمٌ ولا تلك نَعمانُ
أكلُّ مكانٍ للبخيلةِ منزلٌ
وكلُّ حمولٍ للبخيلةِ إظغانُ
وإلا فهلْ أسررت رأي متمّمٍ
فبانَ على آثارِهم عندما بانوا
أيجورُ الزمانُ يا ثِقةَ المُلْ
كِ وأنت الكفيلُ لي بالنجاحِ
أنا شاكي السَماحِ شكوى قتيلٍ
بيد البُخْلِ وهو شاكي السِلاحِ
ومن الغُبْنِ أن تكونَ على القُرْ
بِ كأنا في حالةِ الإنتِزاحِ
ما زالَ يخدَعُ قلبهُ حتى هَفا
برقٌ يهزُّ الجوَّ منه مُرعَفا
أعشى عيونَ الشهبِ حتى لم يدَعْ
طرْفاً لها إلا قَضى أن يُطْرَفا
وألاحَ منها يستطيرُ كشاربٍ
نشوانَ رشّ على الحديقِة قَرْقَفا
أَستَودِعُ اللَهَ مَن أُصفي الوِدادَ لَهُ
مَحضاً وَلامَ بِهِ الواشي فَلَم أُطِعِ
إِلفٌ أَلَذُّ غَرورَ الوَعدِ يَصفَحُ لي
عَنهُ وَيُقنِعُني التَعليلُ بِالخُدَعِ
تَجلو المُنى شَخصَهُ لي وَهوَ مُحتَجِبٌ
عَنّي فَما شِئتَ مِن مَرأىً وَمُستَمَعِ
أَما وَأَلحاظٍ مِراضٍ صِحاح
تُصبي وَأَعطافٍ نَشاوى صَواح
لِفاتِنٍ بِالحُسنِ في خَدِّهِ
وَردٌ وَأَثناءَ ثَناياهُ راح
لَم أَنسَ إِذ باتَت يَدي لَيلَةً
وِشاحَهُ اللاصِقَ دونَ الوِشاح
أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسدُ
مَهاةٌ حَمَتها في مَراتِعِها أُسدُ
يَمانِيَةٌ تَدنو وَيَنأى مَزارُها
فَسِيّانِ مِنها في الهَوى القُربُ وَالبُعدُ
إِذا نَحنُ زُرناها تَمَرَّدَ مارِدٌ
وَعَزَّ فَلَم نَظفَر بِهِ الأَبلَقُ الفَردُ