بان الحبيب فبان الصبر والجلد
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ
وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ
كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ
عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ
لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ
من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ
بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ
وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ
كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ
عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ
لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ
من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ
ما لمن في الهوى من خلاقِ
فأقِلاّ ملامةَ العشاقِ
فكَفى كلّ عاشقٍ مستهامِ
بصدودِ الحبيبِ والأشواقِ
أيها اللائمونَ في الحبّ كُفّوا
لومَ صبٍّ أضحى قريحَ مآقِ
تعلقَ قلبُ المستهامِ بحبّكُمْ
فلمْ يستطعْ إطباقَ جفنٍ على جَفْنِ
وأطمعَ في إحسانِكُم فرطُ حسنِكُم
ألا إنما الإحسانُ من شيمِ الحُسْنِ
فإنْ تهجروا المشتاقَ فالقلبُ خائفٌ
وإن تصلوْهُ فهو في غايةِ الأمنِ
أصبحتُ أعذرُ عاشقاً في حبّه
ولكم عشِقْتُ فما عدِمْتُ عَذولا
لقّبتُ تنزيلاً غرامي في الهوى
أرأيت حبّاً قبلَه تنزيلا
لو لم أكن فيما فعلتُ محمّداً
ما كان من أحببتُه جبريلا
شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ
وانحلّ عِقْدُ كواكبِ الجوزاءِ
وتكلّلت تيجانُ أزهارِ الرُبى
بغرائب من لؤلؤ الأنداءِ
وجرى النسيمُ فجرّ فضلَ ردائه
متحرّشاً بمساقطِ الأنواءِ
يا غَزالاً أَصارَني
موثَقاً في يَدِ المِحَن
إِنَّني مُذ هَجَرتَني
لَم أَذُق لَذَّةَ الوَسَن
لَيتَ حَظّي إِشارَةٌ
مِنكَ أَو لَحظَةٌ عَنَن
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل
وَحالَ تَجَنّيكِ دونَ الحِيَل
وَناجاكِ بِالإِفكِ فِيِّ الحَسودُ
فَأَعطَيتِهِ جَهرَةً ما سَأَل
وَراقَكِ سِحرُ العِدا المُفتَرى
وَغَرَّكِ زورُهُمُ المُفتَعَل
عاوَدتُ ذِكرى الهَوى مِن بَعدِ نِسيانِ
وَاِستَحدَثَ القَلبُ شَوقاً بَعدَ سُلوانِ
مِن حُبِّ جارِيَةٍ يَبدو بِها صَنَمٌ
مِن اللُجَينِ عَلَيهِ تاجُ عِقيانِ
غَريرَةٌ لَم تُفارِقها تَمائِمُها
تَسبي العُقولَ بِساجي الطَرفِ وَسنانِ
أَشمَتِّ بي فيكِ العِدا
وَبَلَغتِ مِن ظُلمي المَدى
لَو كانَ يَملِكُ فِديَةً
مِن حُبُّكِ القَلبُ افتَدى
كُنتِ الحَياةَ لِعاشِقٍ
مُذ حُلتِ أَيقَنَ بِالرَدى
مَن مُبلِغٌ عَنِيَ البَدرَ الَّذي كَمُلا
في مَطلَعِ الحُسنَ وَالغُصنَ الَّذي اِعتَدَلا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي أَهدى مَوَدَّتَهُ
إِلَيَّ مُرتَهِنٌ شُكري بِما فَعَلا
أَمّا الحَبيبُ الَّذي أَبدى الجَفاءَ لَنا
فَما رَأَينا قِلاهُ حادِثاً جَلَلا