كُن بَعيداً إِن شِئتَ أَو كُن قَريبا
فَأَياديكَ عِندَنا لَن تَغيبا
خَلفَكَ الآلاءُ مُذ سِرتَ فينا
فَتَساوَيتَ مَشهَداً وَمَغيبا
كَالغَمامِ الرُكامِ يَمضي وَيُبقي
مَورِداً فائِضاً وَمَرعىً خَصيبا
فُرقَةٌ يا أَبا العَلاءِ أَصارَت
حَسَناتِ الزَمانِ عِندي ذُنوبا
كَم سَبَقتَ الجارينَ في حَلبَةِ المَج
دِ وَكَلّوا وَما شَكَوتَ لُغوبا
لا كَما يَسبِقُ المُجاري المُجارى
بَل كَما يَسبِقُ الشَبابُ المَشيبا
لَم يَزَل جانِبي مَنيعاً مَهيباً
مُذ رَأَتني بِكَ الخُطوبُ مُهيبا
وَلِهَذا أَصبَحتُ مِن أَلَمِ الفُر
قَةِ أَوفى مُفارِقيكَ نَصيبا
وَلَوَ اِنّي مَلَكتُ نَفسي وَرَأيي
لَوَصَلتُ الإِسآدَ وَالتَأويبا
فَكَفاني مَؤونَةَ الشَوقِ عَزمٌ
لا يَمَلُّ التَقويضَ وَالتَطنيبا
غَيرَ أَنّي أُوَدِّعُ القَلبَ عِلماً
أَنَّهُ لا يَؤوبُ حَتّى تَؤوبا
الآلاءُ
وَمَغيبا
كَالغَمامِ
الرُكامِ
وَيُبقي
وَمَرعىً
خَصيبا
فُرقَةٌ
ذُنوبا
سَبَقتَ
الجارينَ
المُجارى
المَشيبا
مَنيعاً
مَهيباً
لَوَصَلتُ
الإِسآدَ
وَالتَأويبا
وَالتَطنيبا
تَؤوبا