سَلِّمَ الأَمرَ لِلقَضا
فَهوَ لِلنَّفسِ أَنفَع
وَاِغتَنِم حينَ أَقبَلا
وَجهَ بَدرٍ تَهَلَّلا
لا تَقُل بِالهُمومِ لا
كُلُّ ما فاتَ وَاِنقَضى
لَيسَ بِالحُزنِ يَرجِع
وَاِصطَبِح بِاِبنَةِ الكُروم
مِن يَدي شادِنٍ رَخيم
حينَ يفتَرُّ عَن نَظيم
فيهِ بَرقٌ قَد أَومَضا
وَرَحيقٌ مُشَعشَع
أَنا أَفديهِ مِن رَشا
أَهيَفَ القَدِّ وَالحَشا
سَقى الحُسن فَاِنتَشا
مُذ تَوَلّى وَأَعرَضا
فَفُؤادي يقطَع
مِن لِصبٍّ غَدا مُشَوَّق
ظَلَّ في دَمعِهِ غَريق
حينَ أَموا حِمى العَقيق
وَاِستَقَلّوا بِذي الغَضا
أَسَفي يَومَ وَدَّعوا
ما تَرى حينَ أَظعنا
وَسَرى الرَكبُ موهنا
وَاِكتَسى اللَيلُ بِالسَنا
نورُهُم ذا الذَّي أَضا
أَم مَعَ الرَكبِ يوشَعُ