أَبَدى عِذارُكَ إِذ تَبَدّى
عُذري وَصارَ هَواكَ جدّا
نَفسي فِداؤُكَ ما أَقَلَّ
لِحُسنِ وَجهِكَ أَن يُفَدّا
يا مَن تَفَرَّد بِالجَمالِ
عَن البَريَّةِ واِستَبَدا
فَضَحَ الغَزالَةَ حُسنُه
وَأَبانَ نَقصَ البانِ قَدّا
وَحَمَت عَقارِبُ صُدغِه
آساً بوجنَتِهِ وَوَردا
أَوما كَفاكَ عَذابنا
بِالصَدِّ حَتّى زِدتَ بُعدا
أَتُحَرّمُ الوَصلَ الحلالَ
وَتَسحَتِلُّ القَتلَ عَمدا
أَسَفي عَلى سَعدٍ وَمِن
خَوفِ الوِشاةِ أَقول سُعدى
أَجد الشمالض وان جَرَت
حَرّى عَلى الأَحشاءِ بَردا
قالوا تَنامُ فَقُلتُ مَن
شَوقِ الخَيالِ رَقدتُ قَصدا
النَومُ يُصلحُ بَينَنا
وَالنَومُ أَصلحُ لي وَأَجدا
لَولا مَحبَّتُهُ الَّتي
أَبَداً تُريني الغيَّ رُشدا
لَصبرتُ عَنه تَجَلُّدا
إِذ لَم أَكُن في الحُبِّ جَلدا
وَشَغَلتُ بِالهادي الدُعاةِ وَذا
كَ أَرشَدُ لي وَأَهدى
مَلِكٌ أَنامِلُهُ عَلى
العافي مِن الأَنداءِ أَندى
سَهل خَلائِفُه إِذا
يَمّمتَهُ يَمَّمتَ سَعدا
غَرَسَ الصَنائِعَ في الأَنا
مِ فأَثمرت شُكراً وَحَمدا
مِن آلِ غَسّانَ الأُلى
فَضلوا الوَرى بأساً وَمَجدا
صَبٌّ عَلى طولِ الزَمانِ
يَزيدُ بِالعَلياءِ وَجدا
حَسَنُ السَريرَةِ لَم يَزَل
لِلَّهِ ما أَخفى وَأَبدى
ماضٍ عَلى الأَعداءِ
لا فَلَّت لَهُ الأَعداءُ حَدّا
مَلأَ الفَضاءَ عَليهُمُ عَدَداً
وَسَدَّ الأَرضَ سَدّا
كالبَحرِ يُجري خَلفَهُم
سُفُناً وَفَوقَ الأَرضِ جُردا
فَتَبعتَهُمُ مَسرىً وَمغَدا
…..
ما كانَ مثلهُما لِذيـ
ـالقَرنينِ أَعواناً وَجُندا
شادَت عَلَيها دونَتهم
مِن خَوفِها يأجوجُ سَدّا
بحتوفِهم طَعناً
واِحراقاً وَقَدّا
أَلا ظَبيةَ
أَو شادِنٍ تَخذوهُ عَبدا
بِجِراحِه أَو مُوثَقاً
حَلَقاً وَقَيدا
وَمُحارِبٌ نَجّاهُ ذو عُددٍ
يَفوتُ الطَيرَ شَدّا
بِالفَرارِ مِنــ
ــالرَدى وَالعارُ أَردى
هَولٌ أَشابَ صِغارَهُم
وَأَتوكَ شيبَ الرأسِ مُردا
أفنَيتَهُم وَورِثتَهمـ
ـمالاً وَمَملكَةً وَوِلدا
يا خَيرَ غَسّانٍ أَباً
وَأَحقَّهم بِالمُلكِ جَدا
وَسبقتَ سَبقَهم الوَرى
بأَساً وَنَيلَ عُلىً وَجِدا
مَولايَ لا وَقفَ الرَسولُ عَليَّـ
ــما أَبقَيتَ جُهدا
طَلَباً لِشكركَ ما اِستَطَعـ
ـتَ وَحَقُّ شُكرِكَ لا يُرَدّا
فاِغفر فان أَخطأتَ في قَلبي
فَقَد أَحسَستُ قَصدا
يا بَهجَةَ الأَيامِ لا
ذاقَت لَكَ الأَيام فَقدا